العالم يتقدم: هل يؤثر هاتفك الخلوي على مخك؟: إعداد: رؤوف وصفى

العالم يتقدم: هل يؤثر هاتفك الخلوي على مخك؟: إعداد: رؤوف وصفى

أوضحت تجربة علمية حديثة أن قضاء نحو خمسين دقيقة في حديث متواصل بهاتفك الخلوي، وهو مضغوط باستمرار على أذنك سوف يزيد من نشاط مخك، وأن هذا النشاط قد يسبب مضار صحية وصداعًا مستمرًا.

الهاتف الخلوي.. صديق أم عدو؟

عندما يضغط الشخص هاتفًا خلويًا على أذنه أثناء تشغيله لمدة طويلة يزداد نشاط المخ وقد يصاب بأضرار. وهذا أمر يجب أن تتذكره جيدًا أثناء محادثتك التالية بهاتفك الخلوي.

فعند تشغيل الهاتف الخلوي، تصدر عنه طاقة في شكل إشعاع يمكن أن يكون ضارًا بالمخ، وخصوصًا بعد سنوات من استخدام هاتفك الخلوي، ولا يعرف العلماء حاليًا على وجه اليقين هل الهواتف الخلوية ضارة بالمخ أم لا. ولهذا السبب أجريت دراسات مثل دراستنا هذه، لمعرفة الحقيقة.

الهاتف الخلوي يطلق اشعاعات:

إن المخ البشري حساس للإشعاعات الكهرومغناطيسية (أي الكهربائية والمغناطيسية) التي تنطلق من الهواتف الخلوية أثناء تشغيلها، في الحديث والاستماع.

تجربة علمية

شارك في التجربة العلمية 47 متطوعًا. وأعطى لكل منهم هاتفين خلويين، واحد لكل أذن. الهاتف الموضوع على الأذن اليسرى ظل مغلقًا، والهاتف الموضوع على الأذن اليمنى ظل يعطى رسالة طوال خمسين دقيقة، ولكن المشاركين لم يكن بمقدورهم سماعها، لأن الصوت كان صامتا.

وبعد خمسين دقيقة ظل المشاركون خلالها واضعين الهاتفين المثبتين في رأس كل منهم على آذانهم، ثم تعرضوا كلهم للتصوير بالأشعة المقطعية على المخ.

التصوير بالأشعة المقطعية

والتصوير بالأشعة المقطعية، طريقة يستخدم فيها الحاسوب (الكمبيوتر) لمعرفة ماذا يحدث داخل الجسم، وتتم بأن يحقن الشخص بمادة كيميائية تطلق إشعاعًا. وهذه المادة الكيميائية تذهب إلى الجزء من الجسم الذي يريد العلماء دراسته، وبدراسة تفاعلات هذه المادة، يتمكن العلماء من معرفة ما يحدث داخل الجسم.

وأوضح التصوير بالأشعة المقطعية أن الجانب الأيسر (الجانب الذي يكون فيه الهاتف الخلوي مغلقًا) لمخ كل مشارك لم يتغير أبدًا عما كان عليه قبل التجربة، أما الجانب الأيمن فقد استهلك «سكر جلوكوز» أكثر، وسكر الجلوكوز في داخل الجسم هو الذي يزود خلايا المخ بالوقود اللازم لها. ويوحي ذلك بأن خلايا المخ هناك كانت نشطة، حتى من دون أن يسمع المشارك شيئًا. ويقول العلماء إن هذا النشاط لعله نتج عن تأثير الإشعاع الصادر من الهاتف الخلوي. والهواتف الخلوية لا تطلق دائمًا نفس القدر من الطاقة. إنها تطلق مقادير مختلفة من الإشعاع، تبعًا لما إذا كان الشخص يتكلم أو يستمع، وكذلك نوع الهاتف وعدد الأشخاص الذين يستخدمون هواتف خلوية قريبة، والمسافة إلى أقرب برج تقوية اتصالات الهواتف الخلوية. كل تلك التغيرات تجعل من الصعب جمع أدلة عن أي أخطار صحية تنشأ عن استخدام الهواتف الخلوية، حيث إن درجة التعرض إلى تلك الإشعاعات تتفاوت.

محادثة أكثر أماناً

هناك طرق للحديث أكثر أمانا، فبمقدورك إجراء محادثة شخصية قصيرة وممتعة مع شخص ما باستخدام مكبر الصوت في هاتفك، أو إبعاد هاتفك الخلوي عن رأسك بقدر الإمكان.

 



إعداد: رؤوف وصفى