فكّر معي!

فكّر معي!

رسوم: نادين خطيب

  • هَل حقًا أنّ النعامةَ تدفنُ رأسَها في الرملِ عندما تكون خائفةً؟

زيك: النعامةُ ليست جبانة

هي طائرٌ لا يستطيع الطيرانَ ولكنها ككلِّ الكائناتِ التي ما إن تشعرَ بالخطرِ حتّى تدفعَها غريزتُها إلى الهربِ. تتمتّع النعامةُ بقدرةٍ على الركضِ السريعِ تصل إلى 64 كلم في الساعةِ وقد تتجاوزها.

توجد أكثرُ من نظريةٍ تفسّر سبب وضعِ النعامة رأسَها في حفرةٍ، فهي تضعُ بيضَها داخلَ حفرةٍ بعيدًا عن نظرِ الحيواناتِ المفترسةِ، وتقوم بتقليبِ البيضَ بمنقارِها عدّة مرّات. عند اقتراب حيوان مفترسٌ فإنها تركضُ حتى يلحقُ بها الحيوانُ المفترسُ ويترك بيضَها بأمانٍ، وهيهات أن يلحق بها لسرعتها. تفسير آخر يقول إن النعامة تبحث في الحفرِ عن الحصى وتبتلعها لتساعدها في عمليةِ الهضمِ. لهذه الأسباب قد نرى رأس النعامة في الحفرة.

لدى النعامة القوة لأن ترفسَ عدوّها بقدمِها رفسةً قويةً تدفعهُ إلى الهلاكِ حتّى لو كان أسدًا.

فنتيكا: النعامةُ جبانةٌ لدرجةٍ لا توصف!

هي طائرٌ ضخمٌ بجناحينِ ولكنّهَا لا تستطيع الطيرانَ فتَسبّب ذلك لديها بعقدةِ خوفٍ. لو لمْ تكن النعامةُ جبانةً لما انقرضت من صحراءِ شبهِ الجزيرةِ العربيةِ. ضربَ العربُ مثلَ «أجبنُ من نعامةٍ» في وصفِ الإنسانِ الذي لا يتمتع بالشجاعةِ، وكذلك وصفَ الناسُ في العصرِ الروماني الشخصَ الذي لا يتقبّل الوقائعَ والحقائقَ بالنعامةِ؛ فما يحدث عندما تشعرُ النعامةَ بالخطرِ على سبيل المثال عند اقتراب حيوان مفترس، تعملُ على دفنِ رأسِها في حفرةٍ، معتقدةٍ أنها تحمي نفسَها أو أنّها الطريقةَ الوحيدةَ لحمايةِ نفسِها من الخطرِ.

الإجابة الصحيحة: إجابة زيك

عاشَت طيورُ النعامِ في شبهِ الجزيرةِ العربيةِ لزمنٍ يعودُ إلى العصورِ القديمةِ، إلاّ أنّ ذاك النوع انقرض لأسبابٍ عديدةٍ منها العوامل الطبيعية القاسية. أطلق العربُ على طيور النعام «الجمل» نظرًا لقدرتِها على العيشِ في الصحراءِ، ولضخامةِ جسمِها وطول عنقها، وقد يصلُ ارتفاعَ النعامةِ إلى مترين ونصفٍ. للنعامةِ عضلاتٌ قويةٌ في ساقيها ولديها إصبعانِ في كل قدمٍ، وهذا يجعلُها خفيفةً عند الركضِ. ربما يكون مصدر اتهامها بالجبنِ ودفن رأسِها في الحُفرِ سلوكٌ آخرٌ، وهو أنها عند الحذرِ قد تحاول التمويهَ فتقوم بالانبطاح أي التمدّد على الأرضِ وتلقي عنقَها الطويلِ على الأرضِ أيضًا، فلا تراها الكائناتُ القادمةُ من بعيدٍ بسببِ تمويهِ لونِ جسمَها مع طبيعةِ الأرضِ.

 



إعداد: سناء شبّاني