مبدعو الغد

مبدعو الغد

أيمن يحبُّ أخاهُ الأكبرَ كثيرًا، وكانَ يحبُّ أيضًا تقليده في حركاتِهِ الماهرةِ في اللعبِ بالكرةِ، فتسلَّلَ مرةً إلى غرفةِ أخيهِ وأخذَ كرتَهُ من دونِ إذنِهِ ولعبَ بها في حديقتِهِم الخاصة، لكنَّهُ كسّر إحدى النوافذِ بالخطأ، وعندما سألَهُ أخوه مَن الَّذي كسرَ الزجاجَ؟ أجابَه أنه ابنُ الجيرانِ، خوفًا من غضبِهِ. تهرّب أيمن من أخيهِ وذهبَ إلى المطبخِ ليأكلَ، وعندما وجدتهُ أمّهُ أمرتهُ أن ينظِّفَ غرفَته. توجه أيمن لتنظيفِ غرفتَه، ولكنه تكاسلَ فورَ رؤيته لفوضى الغرفةِ، وفي تلك الأثناءِ طرقَ صديقُ أيمن البابَ فتركَ أيمنُ غرفتَه وذهب إلى صديقِهِ، وعندما سألتهُ أمّهُ هل قام بتنظيفِ غرفتَه كذّب وقال نعم. خرجَ مع صديقِهِ ليلعبَ ولم تمرّ دقائق حتى أتى أخو أيمن يخبرَه أنه سأل ابن الجيرانِ، ولم يكن هو الفاعلُ، وقبل ردّ أيمنُ ظهرت أمُّهُ أيضًا توبّخُهُ بسبَبِ الكذبِ عليها، خَجِلَ أيمن كثيرًا أمام صديقه وحاول الاعتذار، وعندها قال لهُ صديقُهُ:

ألا تعرف يا أيمن أن الصدقَ شجاعةٌ وأنها أخلاقٌ عاليةٌ يعلو بها صاحبُها، والصدقُ لا يكون في الكلامِ فقط، بل في العملِ والفِعْلِ، ولا تنس قولَ النبيّ عليه الصلاة والسلام «الصدق مَنجاةٌ» فظلَّ أيمن يستمعُ لحديثِ صديقَه حتى تأثر به ووعده أنه لن يكذبَ أبدًا، واعتذر لأخيهِ ووالدتهِ. وهكذا تعلّم أيمن درسًا لن ينساهُ أبدًا.

هديل فؤاد المترب - اليمن
رسم: مازن خالد البكري