عندما كان بلال في الرابعة من العمر كان مدفوعا برغبة عميقة لمساعدة
المحتاجين، وخصوصا الأطفال منهم. لكنه في واقع الحال قد باع اليوسفي (الكلمنتين) في
الحي الذي كان يقيم فيه وجمع مبلغ 350 دولارًا لمساعدة ضحايا زلزال العام 2001 في
ولاية غوجارات الهندية.
اجتهد بلال في مساعدة متضرري جزيرة هايتي المنكوبة التي دمرها الإعصار
في العام 2004. لقد عرف حينها أن مصروف الجيب الخاص به لن يكون كافيا للمساعدة. فقد
طلب بلال من شركة والده التبرع بصناديق الكعك ليبيعها في عطلته المدرسية لجمع
الأموال لأطفال يتضورون جوعا في هايتي. لقد كان بلال طفلاً لامعًا، نجح في تشكيل
فريقا من 12 طفلا للمساعدة.
هذا الشاب الملهم أعد موقعا على شبكة الإنترنت (www.handsforhelp.org)
مخصصا لرفع مستوى الوعي العام حول الأطفال المحتاجين.
وأعجبت «اليونيسيف كندا» جدا بإنجازات بلال، فجعلت منه المتحدث الرسمي
باسمها من الأطفال. على هذا النحو كان يقرأ إعلان رئيس بلدية مدينة «تورونتو»
لإعلان 31 أكتوبر 2004 «يوم اليونيسيف». ملأت سيرة بلال الصفحات الأولى للصحف، وظهر
على شاشات التلفزة مرات عدة منذ ذلك الحين من أجل رفع مستوى الوعي بمحنة أطفال
هايتي. تواصل بلال عن طريق الهاتف والرسائل مع أكثر من 50 شركة كبرى، فتبرعت شركة
رائدة للمستحضرات الطبية والأدوية بأدوية بقيمة 342.700 دولار كندي لقضيته. كما
تبرعت شركة أخرى بأكثر من 2000 كرتون من أغذية الأطفال، بينما استجابت شركة صيدلة
لنداء بلال بشهادات هدايا.
ألّف كتابين عن مبادئ النجاح عام 2008
برزت مواهب إمكانيات بلال الإبداعية حينما قدم بعض أطباق الزينة
المصنوعة يدويًا لأساتذته كهدايا عيد الميلاد. ولما رأى أن الأطباق أعجبتهم، قرر
عمل المزيد لحملة «اليونيسيف» للأطفال المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة
(الإيدز)، ففي الأسبوع السابق لعيد الميلاد، جمع بلال أكثر من 1200 دولار من بيعه
أطباقه الفريدة من نوعها!
ليس غريبا أن كرَّم بلال العديد من الشخصيات الرفيعة المستوى
والوكالات لما بذله من جهود ملحوظة، بمن فيهم رئيس وزراء كندا، الذي نظم مؤتمرا
صحفيا بشأن ذلك، وأشرك بلال فيه. أذهل بلال الحشد بوجهة نظره عن جمع التبرعات
ورؤيته للعالم، فكان في اليوم التالي في أخبار الصفحة الأولى بالصحف.
ودعاه منظمو «حفلة كندا من أجل آسيا» ليكون مقدما لهذا الحدث الذي
رعته «هيئة الإذاعة الكندية (سي بي سي)» في يناير 2005. وقد شارك في الحفل الكثير
من نجوم الفن والرياضة في كندا مع بلال في البرنامج الذي جمع ما يزيد على 4 ملايين
دولار كندي في تلك الليلة. كما قام بلال نفسه بمساعدة الجالية الإندونيسية الصغيرة
العدد في تورنتو في تنظيم حملة لجمع التبرعات الخاصة بضحايا إندونيسيا. لم تكن
مفاجأة أن هذا الحدث، أيضا، كان نجاحه باهرًا وجمع فيه حوالي 13000 دولار لإغاثة
منكوبي كارثة تسونامي.
في مارس 2005، اختارت «اليونيسيف - كندا» بلال ليكون ممثل الطفولة
الوطني من قِبَلها.
زار بلال كذلك إفريقيا والتقى الأطفال المصابين بفيروس «الإيدز» هناك.
إنه يقوم بتفانٍ لنشر طمأنته ودعمه للأطفال المنكوبين في المدارس ودور رعاية
الأيتام. كما قضى صيف العام 2007 متطوعا في تنزانيا وإفريقيا لتقديم التوعية
والتثقيف حول فيروس «الإيدز» في مجتمعاتهم. وفي يوليو 2009، التقى شخصيا مع نيلسون
مانديلا والأسقف ديزموند توتو في جنوب إفريقيا لمناقشة العديد من خططه المستقبلية.
كما تحدث للطلبة في مدارس عدة بمدينة كيب تاون.
وعلى الرغم من حداثة سنه، فإن «بلالا» قد خاطب ببلاغة منظمات عدة في
كندا والولايات المتحدة، وقد شارك أخيرًا كمتحدث رئيس في مؤتمرات عدة للمعلمين في
المحافظات. بلال يمتلك موهبة مدهشة ليس فقط في القدرة على إبراز الكرم في الناس، بل
وتحفيزهم للانضمام إليه. والنتائج تتحدث عن نفسها. كما أنه حصد الكثير من الجوائز
التقديرية محليا وعالميا. ولايزال يواصل مشواره الذي تمكن من خلاله من تحقيق الكثير
من الإنجازات التي وصلت إلى ذروتها عند تصميمه لبرنامج «المبادئ الثمانية إلى
النجاح» الذي بدأ يروج له في المدارس من خلال المحاضرات والندوات. وألَّف بلال
كتابين عن نجاح جهوده في جمع التبرعات ومبادئ النجاح، اللذين طرحا في الأسواق في
ربيع العام 2008.
أراد بلال أن يعرف كيف يجري استخدام الأموال التي تم جمعها لمصلحة
ضحايا تسونامي، فطلب من والديه زيارة أربعة من البلدان الأكثر تضررا أثناء إجازته.
أثناء زيارته التقى بلال كبار الشخصيات من بينهم رئيس جمهورية جزر المالديف. وعند
عودته إلى كندا تحدث بلال مرة أخرى عن الوضع هناك، مما أثار المزيد من الوعي لدى
الجمهور ووسائل الإعلام.
عن العربي
اتصل بنا
قصص على الهواء
