إنه الحلم القديم لحيوانات الغابة في جزيرة مدغشقر الإفريقية. يحلمون
أن يذهبوا إلى مدينة نيويورك، من أجل مشاهدة روعة المدينة، وتمثال الحرية، لذا صنع
الحيوانات نموذجًا للمدينة وكم حاولوا العيش فيه، لكنهم كانوا يحلمون بالسفر
الحقيقي.
من أبرز الحيوانات، هناك الأسد «اليكس»، والحمار الوحشي مارفي،
والزرافة مالمان، وآخرون، وقد توصلوا أخيرًا إلى الذهاب إلى «مونت كارلو» الشهيرة
بالفنادق والكازينوهات ووصلوا عن طريق البحر ووجدوا أنفسهم هناك. وما إن وصلوا إلى
«مونت كارلو» حتى وجدوا أنفسهم مطاردين من الشرطية البارعة شانتال، التي لا تعرف
الرحمة. وقررت القبض عليهم، وإيداعهم حديقة الحيوان، لكن باعتبارهم حيوانات حرة
تعيش في الغابة، فقد طاردتهم في كل مكان.. في الأنفاق، والشوارع، وهم يركبون سيارة
مجنونة.
وفجأة، حطت طائرة مروحية التقطت سيارة الحيوانات، وطارت في الفضاء،
بينما أصرت الشرطية «شانتال» أن تنال منهم.
وبدأ القتال، أطلقوا على شانتال حبات الفستق، واستغلوا انشغالها
بالتهام الفستق وصعدوا نحو سلم المروحية، وقرروا الهروب من المطاردات.
أحست حيوانات الغابة بالندم، وشعروا بالرغبة في العودة إلى الغابة،
بعد إصلاح الطائرة، لكن حالة الطائرة أخذت تسوء، رددت الزرافة: لن نعود أبدًا إلى
الوطن.
وفجأة ظهر الأمل من جديد، فهذا هو قطار ضخم، يقوم بنقل حيوانات السيرك
إلى إيطاليا، وهذا هو النمر «باتاي» يعترض حيوانات الغابة التي يودون الذهاب معها
إلى إيطاليا.
وغادر القطار المكان متجهًا إلى إيطاليا، وبدأت حيوانات السيرك في
القطار تشعر بالقلق، فهذه الحيوانات التي ركبت معها القطار غير مدربة بالمرة على
أعمال السيرك، ولاشك أنهم سيشكلون لهم المتاعب.
وفي داخل القطار، كانت كل عربة مخصصة لحيوانات ذات كفاءات وخبرات
بعينها، فهذه هي عربة الدب الأسود الذي يتحرك فوق دراجة صغيرة، ذات عجلة واحدة.
أما خارج القطار، فلم تكن الحيوانات تعرف أن الضابطة شانتال، قررت
التوجه إلى إيطاليا من أجل القبض عليهم.. بأي ثمن..
وما إن وصل القطار إلى روما، عاصمة إيطاليا، حتى بدأ كل منهم في
التدريب على أعمال السيرك، أحست حيوانات الغابة أن العمل في السيرك به الكثير من
القيمة، وشعروا بالإعجاب الشديد، بأنثى النمر، وهي ترقص وتغني أمام جمهور
السيرك.
وذات ليلة، والجمهور يملأ السيرك، وصلت الضابطة شانتال مع معاونيها،
وقد نوت القبض على الحيوانات، إلا أن هذا الأمر لم يلق قبولاً من الشرطة الإيطالية،
فاعترضوا طريقها، ومنعوها من أداء مهمتها.
وتراجعت شانتال وقررت الانتظار حتى يغادر القطار إيطاليا متوجها إلى
بريطانيا، وفي هذه الفترة، نجحت حيوانات السيرك في تقديم نمر مدهشة، خاصة النمرة
الرقيقة «جيا» صاحبة الأداء الجميل. وكانت فرصة ذهبية لحيوانات الغابة أن يستكملوا
التدريب على عمليات شاقة، كأن يقذف بهم المدفع العملاق إلى مسافات بعيدة.
وتعلموا المشي فوق الأحبال والقفز على العقلة، وأحسوا بذلك، أنهم
حيوانات مميزة، مثل حيوانات السيرك. ورقصت الزرافة مع الحمار الوحشي فوق الحبل
الموجود أعلى السيرك. وعندما وصل السيرك بعد أيام، كانت حيوانات الغابة قد تأهلت
تمامًا للاشتراك في العرض الكبير مع حيوانات السيرك.
وما أن وصلوا إلى بريطانيا، حتى وجدوا أنفسهم أمام الضابطة «شانتال»
التي أقسمت أن تقوم بالإمساك بهم، حتى لو ذهبوا إلى أطراف العالم.
وفي أثناء العرض لاحظت شانتال أن الأسد أليكس الذي عليها القبض عليه
قد صار حيوان سيرك من الطراز الأول.
كان عرضًا رائعًا للغاية.. لكن شانتال.. لم تنس أنها ضابطة، وأن
وراءها واجب مقدس هو الإمساك بالحيوانات. في أثناء الحفل، حدث توحد، وإعجاب مشترك
بين الطرفين المشاركين في العرض، بين حيوانات السيرك، وحيوانات الغابة، القادمة من
مدغشقر، لدرجة أن النمرة جينا قالت: الآن، نحن أشبه بحديقة حيوان، قلوبنا تشعر
ببطلها.
وساد الدفء المكان، وهنا أضيئت الأنوار، بعد العرض الرائع الذي اشترك
فيه الجميع، وصفقت الجماهير بحرارة شديدة.
وبدأت المطاردات بين «شانتال» وبين الحيوانات. وازدادت درجة التصفيق،
وأطلقت شانتال مسدسها.. وأصيب أليكس بالرصاص وأسرع الجميع إلى الأسد المصاب، وراحوا
يصرخون.. ودفعوا بالأسد إلى الطبيب.. وهربت شانتال بينما تماثل الأسد للشفاء، وراح
السيرك بكل حيواناته يستعد للذهاب إلى نيويورك، المدينة التي بها الكثير من
المشاهدين.