أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

شهر ديسمبر (كانون أول) به تنتهي سنة من عمرنا، وتبدأ سنة جديدة أخرى، نتمنى أن تكون سنة خير وبركة عليكم وعلى كل أطفال العالم.

لقد تابعتم وشاهدتهم من خلال القنوات الفضائية أحداثًا عصيبة مرت بها بلدان عربية عديدة، شارك فيها أطفال وشباب وشيوخ ونساء، يطالبون حكوماتهم بأن توفر لهم مزيدًا من الحرية والأمن ولقمة العيش الكريم، وتهتم بصحتهم وعلاجهم من الأمراض. وقد ضحى كثير من الأطفال بحياتهم في هذه الثورات، وهناك الكثير منهم جرحى وأصيبوا بعاهات وإعاقات، وندعو لمن مات أن يكون في صف الشهداء ومن أهل الجنة، وللمعاقين أن يختار الله لهم من يساعدهم ويمد لهم يد العون.

وقيام هذه الثورات في الدول العربية وأثرها على شعوب العالم، يجب ألا يُنسيانا ما يحدث في العالم من حولنا، ففي اليابان مثلاً يحتفلون هذا الشهر بيوم الأخت الكبرى، وهو تقليد جميل، فإذا كانت بعض الشعوب العربية تحتفل بعيد الأم في 21 مارس من كل عام، كما أن البعض فكر في الاحتفال بيوم الأسرة أو بعيد الأسرة ككل، فإن التفات الشعب الياباني إلى الاحتفال بيوم الأخت الكبرى في السادس من ديسمبر من كل عام له دلالة كبيرة، وهي أن الأخت الكبرى لها منزلة كبيرة ومكانة عالية لدى هذا الشعب.

ولعلنا نلاحظ أن الأخت الكبرى تأخذ دور الأم ومسئوليتها في حالة غيابها، حيث تنتقل مسئولية التربية والرعاية إلى الأخت الكبرى التي تصبح الأم والأخت في الوقت نفسه، وكثيراً ما تضحي تلك الأخت بسعادتها وهنائها لينعم بقية أفراد الأسرة بالاستقرار العائلي والسعادة الأسرية، وهناك العشرات من القصص والروايات والأفلام العربية والأجنبية تؤكد على دور الأخت الكبرى في حياة الأسرة، وخاصة عندما يكون في تلك الأسرة أطفال صغار. ولم يَفُتْ هذا الدور على الشعب الياباني فخصص يومًا في العام للاحتفال بتلك الأخت، فهل يتذكر شعبنا العربي دور تلك الأخت الكبرى في رعاية الأسرة العربية خاصة إذا غابت الأم أو رحلت عن الأسرة لأي سبب من الأسباب؟

 



سليمان العسكري

 




صورة الغلاف