هاري بوتر وحجر الساحر

رواية يقرأها العالم

(هاري بوتر), هل سمعتم بهذا الاسم من قبل?

إنه أكثر الشخصيات شهرة في الوقت الحاضر, رغم أنه ليس إنساناً حقيقياً, ولعلكم قرأتم عدد أغسطس من مجلتنا (العربي الصغير) التي تحدثت عن هذه الشخصية وعن مؤلفتها (جي.كي. رولينج) التي اختارتها لتلعب دور البطولة في سلسلة من الروايات المدهشة, صدر منها حتى الآن أربعة كتب وينتظر أن تصل إلى سبعة.

هذه السلسلة تعتمد على مغامرات بطل خيالي هو (هاري بوتر) وهو طفل في العاشرة من عمره, عاش أياماً صعبة للغاية, كان منفياً ومطروداً من خالته وزوجها, يقضي معظم لياليه تحت سلالم منزلهما في ظلام دامس, بعد مقتل أمه وأبيه على يد شيطان شرير.

(هاري) الذي اكتسب فجأة القدرة على السحر, وجد نفسه محاطاً بمخلوقات عجيبة, مثل ساحر مشعوذ, وبومة, وطائر العنقاء الخرافي, اكتشف قدرته على ممارسة أعمال السحر, لتبدأ مغامراته الحقيقية, عندما تلقى رسالة انتزعته من الملل والوحشة والظلمة التي سادت العالم المحيط به, وأخبرته بقبوله في مدرسة السحر والشعوذة.

هذا ملخص بسيط عن تلك الشخصية, ولكن ماذا عن الروايات الأربع التي كتبتها المؤلفة (رولينج) والتي ترجمت إلى 35 لغة عالمية, ليس من بينها العربية - مع الأسف - حتى الآن, وبيع منها ملايين النسخ وبشكل حطّم كل الأرقام القياسية التي وصلت إليها مبيعات أي أنواع من الكتب في التاريخ.

هنا أحاول عرض أهم أحداث الرواية الأولى في تلك السلسلة والتي تحمل اسم (هاري بوتر وحجر الساحر), وهذه الرواية وحدها باعت ما يزيد على 150 ألف نسخة, ودفعت بمؤلفتها للتحوّل من مجرد أم عاطلة عن العمل تعيش في اسكوتلندا مع ابنتها الصغيرة (جيسكا) قبل سبع سنوات, إلى واحدة من بين أكثر الشخصيات شهرة في الكون.

شعاع من البرق

تقول الرواية إن ساحراً شريراً اسمه (فولدمورت) قام بقتل والد ووالدة (هاري) اللذين كانا ساحرين أيضاً, ولكنهما يتمتعان بطيبة, وحدث هذا القتل عندما كانا يحاولان الدفاع عن ابنهما الذي كان في السنة الأولى من عمره, وعندما تقدم الساحر الشرير لقتل هاري بعد ذلك, فشلّ لأن هاري اكتسب (ندبة) على جبينه جاءت على شكل شعاع من البرق, استطاع بها منع الشرير وإجباره على الاختفاء.

ولكن مدير مدرسة فنون السحر واسمه (دمبلدور) كان يعرف أن الساحر الشرير قد يعود مرة أخرى, ولذلك أمر مساعده بإحضار (هاري بوتر) وتسليمه إلى خالته وعائلتها, بعد أن أصبح وحيداً ويتيماً.

الخالة وزوجها كانا يعتبران السحر مجرد هراء, ولذلك كانا ينكران قرابتهما لأم هاري, ويرفضان أن يختلط ابنهما بهاري رغم أن عمرهما متقارب.

فجأة وجد الزوجان طفلاً في سنته الأولى يجلس أمام عتبة منزلهما ومعه رسالة من مدير مدرسة السحر يشرح فيها ماحدث لوالديه, قرر الزوجان إبعاد هذا الولد عن السحر, وأن يعيشا حياتهما بشكل طبيعي, وخلال عشر سنوات كاملة, عاملت تلك العائلة هاري بشكل سيئ, فقد ألقت به في سرداب المنزل, وكانت تمنحه القليل من الطعام, بينما كان ابنهما (دادلي) دائم الضرب لهاري, وفي إحدى المرّات, وكان (دادلي) يلاحق هاري لإيذائه, بدأت الأشياء الغامضة تظهر على هاري, وعندما أراد الهروب والقفز على صندوق للقمامة هرباً من الضرب, إذ به يجد نفسه فوق سطح المدرسة, الأمر الذي أثار دهشة دادلي, وفي مرة أخرى, قصّت له خالته شعره بشكل بشع, ولكنها فوجئت به يطول ويعود إلى ما كان عليه, وعندما أخذته العائلة إلى حديقة الحيوان للاحتفال بعيد ميلاد ابنها, حاور هاري ثعباناً ضخماً, واستطاع إخفاء الصندوق الزجاجي وإخراج الثعبان منه.

ظل هاري مشغولاً بحقيقة موت والديه, رغم أن الخالة أخبرته كذباً أنهما ماتا في حادث سيارة, وقبل أيام قلائل من بلوغه الحادية عشرة, تسلم هاري رسالة, لكنه قبل أن يفتحها, قام زوج خالته بتمزيقها, وصباح اليوم التالي, وصلت رسالة أخرى وقام زوج الخالة أيضاً بتمزيقها ثم أغلق فتحة صندوق البريد, وبدأت الرسائل تأتي من أسفل باب المنزل, فسدهاّ أيضاً, وكذلك من ثغرات النوافذ, ولكن الرسائل كانت تمزّق أيضاً, وقررت الخالة وزوجها ترك المنزل والذهاب إلى أحد الفنادق كي لا تصلهم الرسائل, ولكن هذه الحيلة لم تنفع, وفقد زوج الخالة صوابه وقرر أخذ عائلته وهاري للعيش في جزيرة مهجورة وسط البحر, وعندما لم يتبق سوى ساعة على بلوغ هاري الحادية عشرة من العمر, وبينما هم يقيمون في كوخ قديم يشعرون فيه وكأنهم يتجمّدون من البرد, إذ بهم يسمعون طرقاً على الباب, وعندما لم يفتحوا, كسر الباب ودخل منه مخلوق ضخم ذو شعر طويل, حيا هاري وتمنى له عيد ميلاد سعيدا, وقال إنه مساعد مدير مدرسة فنون السحر, وإنه جاء ليخبره بأنه قد تم حجز مكان له في تلك المدرسة, وإن عليه الرحيل معه فوراً رغم اعتراض الخالة وزوجها.

في المدرسة اكتشف هاري أن الجميع يعرفونه, ويتبادلون الحديث حول حادثته مع الساحر الشرير عندما كان عمره لا يتجاوز العام, وكان السحرة يتعرّفون عليه من خلال الندبة فوق جبينه, وفي هذه المدرسة تسلّم هاري عباءة سوداء, وقبعة طويلة مدببة, وكتبا معينة عن السحر, وعصا سحرية وقدرا, ومنظارا وبومة.

في مواجهة الوحش

وفي أثناء احتفال المدرسة بإحدى المناسبات, دخل أحد الأساتذة فجأة وهو يرتجف من الخوف قائلاً إن هناك وحشا يتجوّل فيها, فأسرع هاري وصديقه (رون) لمحاولة إنقاذ زميلة لهما كانت في إحدى الغرف ولم تكن تعرف بوجود الوحش, وفي طريقهما سمعا صراخاً, وعندما وصلا ناحيته وجدا وحشاً ضخماً, قفز هاري على ظهره وتشبث برقبته, وعن طريق العصا السحرية تمكن من قتله, بعد ذلك حصل على هدية هي عبارة عن (عباءة التخفّي), كان يمتلكها والده قبل موته, دون أن يعرف مَن أرسلها له, وعندما ارتداها هاري وتجوّل بها في أنحاء المدرسة, أخفته عن عيون الجميع, فأسرع بدخول إحدى الغرف لتثير فضوله الأشياء القديمة التي وجدها فيها, ومن بينها مرآة ضخمة, رأى فيها صورته وخلفها عدد هائل من الأشخاص, من بينهم رجل يشبهه وشعره أسود مثل شعره, كما رأى امرأة ذات عينين خضراوين برّاقتين عرف أنهما أبوه وأمه, وخمّن أن الأشخاص الآخرين هم من أفراد عائلته, لكن صوتاً من خارج الغرفة طلب منه العودة, قائلاً: إن المرآة تريه ما يرغب هو في رؤيته, وإن عليه ألا يدخل تلك الغرفة مرة أخرى.

وفي أحد الأيام عندما رأت إحدى المدرسات (هاري) وصديقه (رون) وزميلتهما التي خلّصاها من الوحش واسمها (هيرماين) فوق سطح المدرسة أثناء الليل, غضبت وقررت معاقبتهم بإرسالهم إلى الغابة رغم ما فيها من المخاطر, وهناك شغلتهم فكرة القبض على (الشيء) الذي كان السبب في قتل العديد من الأحصنة ذات القرن الواحد, وأثناء البحث, وجد هاري رجلاً كان يغطي وجهه بوشاح يشرب من دم أحد الأحصنة, شعر هاري بآلام في مكان الندبة, وأغمي عليه ليستيقظ بعد ذلك ويرى أمامه شيئا ليس إنساناً كاملاً, بل رأس ويدا إنسان وجسم حصان.

تعرّف (الشيء) على هاري بسبب الندبة, وقال له إن عليه الرحيل عن الغابة في الحال لأنها ليست آمنة هذه الليلة, وأخبر هاري أن مَن يقتل حصاناً ذا قرن واحد ويشرب دمه يمتد عمره قليلاً, ولكن الذي يجعل الإنسان يعيش إلى الأبد هو العثور على حجر الساحر المخبأ في (هوجراتس) وفكّر هاري في أن الشخص الوحيد الذي هو بحاجة إلى دم الأحصنة وإلى الحجر هو الساحر الشرير الذي قتل والديه.

حجر الساحر

توجه الثلاثة إلى إحدى الغرف بعد أن قاموا بتنويم الكلب المتوحش, وامتطى هاري المكنسة السحرية وطار بها وأمسك بالمفتاح الفضّي وفتح به الباب, وجد نفسه في داخل الغرفة وأمامه كان (كويريل) المدرس الذي كان قد نبّههم إلى وجود وحش في المدرسة أثناء الاحتفال بإحدى المناسبات, وضحك (كويريل) عندما رأى هاري وأخبره أنه هو الذي أدخل الوحش إلى المدرسة كي يشغل الحاضرين, من أجل أن يتمكن من رؤية حجر الساحر, في هذه اللحظة امتدت خيوط وقيّدت حركة هاري, كان كويريل يريد أن يحصل على حجر الساحر ويقدمه هدية لرئيسه, ولكنه لا يعرف أين يوجد, أما هاري ففكر في النظر إلى المرآة للعثور على الحجر, لكنه خشي أن يلفت انتباه كويريل, فجأة صرخ كويريل: (أين الحجر? أين الحجر? ساعدني يا رئيسي), وعندئذ سمعا صوتاً يقول: (استخدم الولد), عندئذ انفكت الخيوط من حول هاري, وأمره كويريل بالنظر إلى المرآة وإخباره بما يرى, فرأى هاري صورته وهو يخرج من إحدى جيوب ملابسه حجراً أحمر اللون, ثم شعر بثقل في جيبه, فعرف أن الحجر معه هو, لكنه كذب على كويريل. وعندما عرف كويريل بذلك حاول أخذ الحجر بالقوة, لكن هاري أمسك وجهه فاحترق, وبعدها أغمي على هاري, ثم استيقظ ليجد نفسه في مستشفى مدرسة السحر وبقربه الناظر, الذي أخبره أن الوقت المناسب جاء ليوقف الأشرار, قبل أن يستولوا على الحجر, لكنه قال له أيضاً, إن الحجر سيدمّر, ولكن سيبقى الساحر الشرير, مع الأسف, الذي سيعود لاستعادة قواه مرة أخرى إذا وجد طريقه لذلك.

ذهب الناظر وجاء زميله (رون) لزيارته, ولأخذه بعد أن يشفى, كي يذهب إلى بيت خالته وزوجها حيث يقضي إجازته الصيفية هناك, لكنه هذه المرة سوف يستمتع ببث الرعب في قلب ابن خالته (دادلي) الذي طالما قام بضربه, فلدى (هاري) هذه المرة الكثير من الخدع التي تعلمها في مدرسة فنون السحر.

هكذا تنتهي هذه القصة الشائقة, لتنقلنا المؤلفة في روايتها التالية إلى السنة الثانية من التحاق هاري بالمدرسة, لتبدأ فصول مغامرة جديدة ساحرة وشديدة التشويق.

 


 

رؤى زكريا