العالم يتقدم

 

الروبوت.. يصنع القهوة

ربما تتصور أن عمل فنجان من القهوة أو الشاي مهمة سهلة, ولكنه بالنسبة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة (المعاقين), أمر صعب. ولهذا تدخل العلم لكي ييسر على هؤلاء الأشخاص, ممارسة أنشطة الحياة اليومية.

فقد توصل الخبراء إلى ابتكار روبوت, يتمكن من تحضير فنجان من القهوة بمجرد الضغط على زر معين في لوحة مفاتيح كمبيوتر صغير ملحق به. ويزود الروبوت صانع القهوة, بأذرع ومفاصل آلية يمكنها التحرك في شكل دائرة كاملة, ومكان لغلي الماء ومخزن لحبيبات القهوة وآخر للسكر.

ويرسل الكمبيوتر نبضات كهربائية للروبوت, يمكن أن يترجمها إلى حركات محددة, مثل وضع حبيبات القهوة في الماء الساخن ووضع كمية محسوبة من السكر, ثم مزجها بالتحريك بواسطة ملعقة ويعمل الروبوت صانع القهوة بواسطة برنامج كمبيوتري.

الأطباء.. المجهريون

الآلات المجهرية, أي التي لا ترى إلا بالمجهر, أصبحت تلقى اهتمام الباحثين في كل أنحاء العالم, والهدف منها إنتاج أجهزة بالغة الدقة وحساسة, تستجيب للتغيرات التي تحدث في البيئة المحيطة بها, وفي نفس الوقت يمكنها التوغل في أماكن لا تستطيع الأجهزة العادية بحجمها الكبير الوصول إليها. وقد تم إنتاج أجهزة مجهرية بالفعل, ومنها محركات دقيقة من مادة السليكون تعمل بالكهرباء ولا يزيد طولها على عدة ملليمترات فقط.

ومن أحدث التطورات في هذا المجال, تصنيع روبوتات مجهرية أطلق عليها مسمى (الأطباء المجهريين) لعلاج الجلطات القلبية في المستقبل القريب, وتتمكن هذه الروبوتات من الدخول إلى جسم المريض بواسطة حقن خاصة, لتندفع خلال مجرى الدم, وباستخدام أجهزة إحساس في داخلها تتعرف على الكتل المترسبة من الكوليسترول على جدران شرايين القلب, وبتوجيه أشعة الليزر عليها, يتم تفتيتها ومن ثم عودة تدفق الدم إلى معدله الطبيعي, وهكذا تنقذ حياة المريض.

منضدة.. الإنترنت

نعيش في مجتمع المعلومات, الذي يعتمد على تبادل المعرفة والحصول على كل ما هو جديد في مختلف مجالات الحياة, ومن ثم يزود الشخص بالثقافة التي تمكنه من إنجاز أعماله بكفاءة بالإضافة إلى استشرافه لآفاق المستقبل. ولاشك في أن الإنترنت هي أحد أهم مظاهر مجتمع المعلومات, إذ أنها تهيئ لمستخدمها التعرف على كل ما يدور في العالم من أحداث.

ولهذا فقد تم تصميم قطع أثاث في المنزل مزودة بشاشات كمبيوتر مركزي, يمكنها أن تعرض معلومات الإنترنت في كل مكان داخل غرف المنزل, ومنها هذه المنضدة ذات الشاشة الدائرية, التي يمكن أن يستخدمها عدة أشخاص لأنها تتكون من عدة أقسام. كل قسم يواجه أحد الجالسين, ويعرض المعلومات التي يرغب في الحصول عليها, بواسطة الصوت البشري.

الحدث الغريب.. في سديم السرطان

السدم أجسام فضائية جبارة تشبه السحب, ويقدر عددها بآلاف الملايين ولكننا لا نشاهد إلا القليل منها بالعين المجردة, وذلك لأن بعضها معتم والبعض الآخر سابح في أعماق الكون. والسدم المضيئة تستمد نورها من إشعاعات النجوم التي تتخللها, فذرات السدم تمتص الضوء ثم تعيد إشعاعه في موجات متباينة الطول.

ومن أشهر تلك السدم (سديم السرطان) الذي يبعد عنا بحوالي ستة آلاف سنة ضوئية, ويشبه في شكله حيوان السرطان البحري. ومنذ اكتشاف هذا السديم وهو يحير علماء الفلك, إذ أنهم رصدوا في داخله نجما غريبا يدور حول نفسه بسرعة هائلة, تبلغ ثلاثين مرة في الثانية الواحدة, كما أنه يرسل نبضات منتظمة وكأنه منارة كونية. وقال العلماء إن هذا الجسم الفضائي الصغير, عبارة عن رفات انفجار نجم ضخم, وأن سديم السرطان هو بقايا الانفجار.

وأراد العلماء التأكد من هذه النظرية, فأرسلوا أخيرا مركبة فضائية استكشافية أطلق عليها اسم (شاندرا), لتستطلع الأمر وبخاصة أنها تعمل باستخدام أشعة إكس, مما يوفر لها رؤية دقيقة لسديم السرطان. وكذلك وجهت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا), كاميرات التلسكوب الفضائي (هابل), ليشترك في البحث. وهكذا يمكن التأكد من طبيعة هذا الجسم الفضائي الغريب في سديم السرطان.

 

 


 

رءوف وصفي