تأسست مدرسة الفنون الجميلة في تونس عام 1922 وبعد ثلاث سنوات أقيم أول صالون للفن التونسي الحديث عرض فيه رواد الفن التونسي أعمالهم في الرسم والتصوير الزيتي والنحت كالفنان الخياشي والفنان ابن عصاف والفنان الكبير يحيى التركي الذي كان يصور مظاهر الحياة اليومية في تونس.. ولم يؤثر الاستعمار الفرنسي في ابداعات فناني تونس التي تتسم بعمق الثقافة المحلية وأصالتها ورسوخ الموروث العربي الإسلامي في الفكر والفن التونسي الحديث ويبدو هذا واضحا يا صديقي الصغير في لوحة الفنان محمد بن مفتاح (54 عاما) والتي أطلق عليها اسم (العصفور الأبيض) وهو شكل الطائر الذي يتوسط اللوحة التي تنتمي إلى المدرسة الزخرفية التعبيرية.. فقد رسم الفنان شكل مستطيل كبير امتلأ بالزخارف التونسية الشعبية وهي التي نراها ايضا في كل بلد عربي مثل الهلال والمثلث والأشكال الهرمية, وداخل هذا الشكل دائرة بها طائر أبيض حبيس لم ينطلق بعد وفي أعلى الشكل قبة عليها هلال وسفينة كبيرة, والألوان كلها تميل إلى الألوان الساخنة كالأحمر والبنيات وبحيث تظهر الألوان الباردة كالأزرق في موقعها التعبيري الصحيح مثل اللون الأزرق الذي يحيط بالطائر الأبيض الحبيس.

ويقول الفنان التونسي محمد بن مفتاح وهو من الجيل الثالث لفناني تونس: (أجد في الألوان مدلولها الخاص مستمدا من جوانب التراث الخفية) فهو فنان يعشق تراث بلده ويقوم بتطويره ويأخذه محور تجاربه. ومطلوب منك أيها الفنان الصغير أن تلون الرسم المجاور مسترشدا باللوحة الأصلية وان تتذكر دائما أن الزخارف الشعبية في بلدك هي مصدر إلهام للفنانين.