صناعات يدوية

صناعات يدوية

رحلة الزيتونة

كيف تتحول حبات الزيتون إلى زيت?

لاشك في أن زيت الزيتون يضفي على أكلنا مذاقا لذيذا فهو يجعل الفول أطيب واللبنة أشهى وغيرهما, كما انه يتميز عن الزيوت النباتية المصنوعة من الذرة ودوار الشمس بأنه مفيد صحيا ولذيذ جدا وطبيعي.

في فصل الخريف تنضج حبات الزيتون ويحين قطافها. وفي لبنان كما في فلسطين والأردن وسوريا هناك مساحات كبيرة من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون المباركة المذكورة في القرآن الكريم. لذلك قصد العربي الصغير احدى القرى اللبنانية الغنية بالزيتون ليعرف كيف يتم تصنيع الزيت.

مع نهاية فصل الصيف يبدأ موسم الزيتون اذ تكون حبات الزيتون قد كبرت ونضجت فيسارع اصحاب الكروم للقطاف وهم بمنتهى السعادة فهم ينتظرون هذه اللحظة من السنة إلى السنة.

تشترك العائلة كلها في القطاف رجالا ونساء وأطفالا, يتقاسمون الأدوار والمهمات, فالكبار يتولون قطف الزيتون عن الأغصان وله طريقتان : الأولى باليد والثانية بواسطة القضيب أي الفرط وهو يعني أن يضرب على الغصن فتسقط الحبات إلى الأرض وهذه الطريقة تستعمل غالبا للحبات العالية التي يصعب الوصول إليها باليد. عندما تسقط الحبات على الأرض تأتي مرحلة التجميع وغالبا ما يقوم الصغار بها.

وبعد قطف كل الحبات وجمع ما وقع منها يتم تنظيفها من الأوراق وهناك آلة خاصة لهذه العملية.

أما حبات الزيتون المقطوفة باليد (التي لا تقع أرضا ولا تتعرض للسعات القضيب) فلها استخدام خاص إذ يتم اختيار افضلها واكبرها وتوضع جانبا في كيس خاص وعندما سأل العربي الصغير عن السبب عرف أن هذه الحبات ستخصص للأكل بعد أن توضع في أوعية ويضاف إليها الماء والملح.

بعد أن جمعت حبات الزيتون في اكياس كبيرة تنقل إلى المكبس وهو المكان الذي يتحول فيه الزيتون إلى زيت, وإلى هناك انتقل العربي الصغير ليرى كيف تتم هذه العملية.

المكبس يشبه مصنعا صغيرا يحتوي على عدد من الآلات, وكبس الزيتون يعني هرسه ليصبح زيتا.

بداية امسك العربي الصغير حبة زيتون وحاول هرسها بيده فسال منها سائل أخضر هو الزيت إلا أن الحص أو النواة صلب جدا ويحتاج إلى آلة قوية لتهرسه, وهذه الآلة عبارة عن وعاء كبير فيه حجران ضخمان يدوران ويهرسان الزيتون الموجود في الوعاء.

راقب العربي الصغير الحبات تتحول إلى مادة لزجة لونها أخضر غامق قريب إلى البني. وبعد ذلك يوضع الزيتون المهروس على بدات وهي اطارات مثقوبة من منتصفها وتوضع البدات فوق بعضها البعض في آلة ضخمة. تقوم هذه الآلة بعصر البدات رويدا رويدا وتسكب فوقها الماء فيسيل الزيت المخلوط بالماء وينقل بواسطة انبوب إلى آلة أخرى وهي التي تقوم بعملية فصل الزيت عن الماء والتخلص من الماء, أما الزيت الصافي فينزل إلى وعاء كبير. وهنا تنتهي عملية العصر ويصبح الزيت جاهزا لنقله إلى البيوت أو المحلات للبيع.

وقد تذوق العربي الصغير بعضا من الزيت الجديد إلا أن طعمه كان حادا وقريبا إلى الحر. طبعا هذا المذاق يتغير بعد أيام إلا أن الزيت الجديد ذا المذاق الحر لذيذ ويحبه الناس بشدة ويأكلونه مع الخبز من دون أي اطعمة أخرى.وهذه الوجبة الغريبة لا تتوافر لمحبي الزيت إلا مرة في السنة أي في موسم قطاف الزيتون.

 

 

 

 


 

بسمة الخطيب





قطف الزيتون باليد أو بواسطة القضيب





هذه الأكياس ستنتقل إلى المكبس حيث سيتم تحويل الزيتون إلى زيت





تنظيف الزيتون من الأوراق والعيدان بواسطة هذه الآلة





حجران ضخمان يهرسان الزيتون ويحولانه إلى مادة لزجة بنية اللون





أخيراً وصل الزيت الممزوج بالماء إلى الآلة التي تقوم بتصفيته وفصله عن الماء





توضع المادة على هذه البدّات وتكدس فوق بعضها في آلة أخرى