الإسلام حضارة


الإسلام حضارة

الخان... فنادق خمس نجوم

هل سمعت عن الخان من قبل?

من الأكيد أنك سمعت كثيرًاَ عن الفنادق, بل ربما أقمت فيها بضعة أيام أثناء المصيف, أو في زيارة هنا أو هناك.

المهندس المعماري المسلم عرف الفنادق قبلنا بمئات السنين, ولكنه لم يسمها فنادق أو نزلا, بل أطلق عليها اسم الخانات.

والخان كلمة فارسية, أطلقت على أماكن الاستراحة والإقامة على الطرق بين المدن, وكان يقع أيضاً داخل الشوارع الرئيسية.

مواد إنشاء الخان بسيطة للغاية, لم تكن تكلف صاحبها الكثير, رغم أن العمل بها كان مربحاً, كان الخان يبنى من الطوب اللبن أو الحجر الجيري أو حجر البازلت, ويتكون المبني من حجرات لإقامة المسافرين, أغلبهم من التجار, الذين يذهبون إلى الأسواق بأحمال كثيرة, ويعودون منها بأموال وفيرة.

مصلى وحمام وغرفة حيوانات

يوجد بالخان أيضاً مصلى وحمّام, كما يحتوى على صالة للحيوانات, تضم بداخلها كل الكائنات.

من الخارج يظهر الخان مكعب الشكل, بارتفاع طابقين, وفي أعلاه أبراج مرتفعة كما لو كانت قلاعاً. يمكنك أن تدخل إلى الخان من مدخل ضخم, وفي جوانبه غرف للحراسة, وأحياناً تجد حوانيت (محلات), ثم تدخل أكثر لتجد حوشا (بهوًا) كبيرا به بئر يشرب منها النزيل, وتحيط بالحوش غرف لإقامة النزلاء.

خان الخليلي

كان يطلق على الخان اسم صاحبه, مثل خان الخليلي بالقاهرة, والآن صار يطلق على الشارع الموجود به الخان نفس الاسم, وكان أحياناً يطلق اسم الخان على التجارة المخصصة فيه, مثل خان الصابون وخان الزيت وخان الحرير.

خان عشان

يقع خان عشان وسط بادية واسعة, ذات حصون مانعة, غرب طريق كربلاء - النجف بالعراق, التي كانت تحفة البلاد, ولكن جار عليها الزمان.

هذا الخان عالٍ للغاية, ترتفع جدرانه حوالي 7 أمتار, تدعمها ثمانية أبراج دائرية. ويفضي مدخل الخان إلى فناء (حوش) واسع, وكانت تزين أركانه النباتات والزهور, وبداخله قاعات كثيرة مختلفة الأحجام, وفي منتصفه أيضاً بئر عميقة.

 


 

هيثم صبري