المغناطيسية

عرف الإغريق أو اليونانيون القدماء حجر المغناطيس وقدرته على جذب قطع الحديد في حوالي السنة 500 قبل الميلاد, وحجر المغناطيس أحد خامات الحديد واسمه المغنتيت, ويطلق لفظ مغناطيس على كل مادة لها خاصية جذب الحديد إليها, وتسمى هذه الخاصية بالمغناطيسية.

المجال المغناطيسي

لكل مغناطيس قطبان, وكل مغناطيس يؤثر في منطقة حوله تسمى (مجال القوة أو المجال المغناطيسي), فإذا أحضرنا مغناطيسًا ووضعنا فوقه ورقة ونثرنا عليها قليلا من برادة الحديد, فإن هذه البرادة تتجمع في شكل محدد في مناطق تأثير المغناطيس, ويكون تجمع برادة الحديد كثيفًا قرب القطبين, وتخف كلما بعدت, وتعتبر البوصلة هي أول استخدام عملي للمغناطيس, وهي تساعد في معرفة الاتجاهات لأن الإبرة الموجودة بها تشير دائمًا نحو الشمال الجغرافي, وفي عام 1920, أثبت العالم الدانمركي هانز أورستيد أن التيار الكهربي الذي يسري في سلك يولد مجالاً مغناطيسيًا, وعرفت المغناطيسية الناتجة عن التيار الكهربائي بالكهرومغناطيسية, واستخدمت في المحركات الكهربائية والمولدات الكهربائية والهواتف والقطارات المغناطيسية الفائقة السرعة.

المجال المغناطيسي للأرض

يحوى محور الأرض كميات كبيرة من الحديد, والتيارات الكهربائية التي تمر في الجزء الخارجي من هذا المحور هي السبب في وجود مجال مغناطيسي للأرض, وحتى الآن لم يعرف العلماء الكيفية التي تتولد بها هذه التيارات الكهربائية. والمنطقة الدائرة مع الأرض, والتي يعمل بها مجالها المغناطيسي تسمى (المجناتوسفير) وهذه المنطقة تجذب إليها أي جسيمات معدنية تقترب منها. وليست الأرض وحدها من المجموعة الشمسية التي لها مجال مغناطيسي, فباقي الكواكب لكل منها مجال مغناطيسي مختلف في قوته, فكوكب المشتري وهو أكبر كواكب المجموعة الشمسية له مجال مغناطيسي أقوى من المجال المغناطيسي للأرض.

ظواهر طبيعية مغناطيسية

دائمًا ما تكون الاشعاعات الشمسية محمّلة بالكثير من الجسيمات المعدنية, التي تنطلق في الفضاء, فيجذبها المجال المغناطيسي للأرض, فتختلط هذه الجسيمات بذرات الهواء في طبقة الأوتوموسفير, ويؤدي هذا إلى حدوث ظاهرة ضوئية طبيعية فريدة تسمى (الشفق القطبي) ويكون شماليًا إذا أمكن رؤيته من جهة القطب الشمالي للأرض, ويكون جنوبيًا إذا أمكن رؤيته من جهة القطب الجنوبي للأرض.

العواصف المغناطيسية

تؤدي الانفجارات الشمسية التي تحدث باستمرار في باطن الشمس إلى حدوث عواصف شمسية تؤثر في المجال المغناطيسي للأرض ويسميها العلماء (العواصف المغناطيسية) وهي تؤثر على أداء الأقمار الاصطناعية ومحطات توليد الكهرباء, وموجات الراديو.

محسن حافظ