في الـعـــدد الماضي من المجــــلة قمنا بــــــعرض الكـــتاب الأول من سلسلة (هاري بوتر) الشهيرة, التي قامت بتأليفها (جي كي رولينج).

وفي هذا الكتاب استطاع هاري بوتر أن يهزم الساحر الشرير (فولدمورت), وهو في السنة الأولى لتعلمه ممارسة السحر.

وها هو يعود إلى بيت خالته ليبدأ مغامرة جديدة في الكتاب الثاني (غرفة الأسرار).

قبل أن يلتحق هاري بالصف الثاني من مدرسة السحر, جاءه أحد المخلوقات على شكل قزم, وحذره من وجود خطة لقتله إذا التحق بهذه المدرسة, طالبا منه أن يظل في البيت, وعندما أراد هاري ان يعرف المزيد عن هذه الخطة, رفض هذا المخلوق قائلا إن ذلك من الأسرار التي لا يمكن له البوح بها.

كان ذلك السر بالتحديد يخص شريرا يتحكم في ذلك المخلوق, ويقوم دائما بتعذيبه, مستمدا شره من الساحر الشرير القوي (فولدمورت), وقد أراد هذا المخلوق أن يحذر هاري بوتر من تلك الخطة التي وضعها ذلك الشرير, لأن جميع المخلوقات الأقزام كانوا يحبون هاري ويعتبرونه بمثابة ملاك للخير, بعد أن علموا بأن هاري هو الوحيد الذي تمكن من القضاء على قوة فولدمورت مع أنه كان في ذلك الوقت رضيعا, عندما حاول ذلك الساحر أن يقتله بالكلمة السحرية, ولم تستطع تلك الكلمة أن تصيب هاري بأذى, لكنها فقط تركت ندبة في جبينه, ثم ارتدت الى الساحر الشرير (فولدمورت) وقضت على قوته.
لم يقبل هاري بنصيحة المخلوق القزم, لأنه لم يكن يريد أن يظل في منزل خالته وزوجها وابنهما (دادلي) ولذلك عندما تلقى هاري رسالة من صديقه (رون) يدعوه فيها لقضاء أسابيع الصيف المتبقية في منزله, ويخبره انهم هم الذين سيأتون لاحضاره, انتهز الفرصة واقنع خالته وزوجها بالموافقة.

في الساعة الخامسة مساء جاء رون وأهله لأخذه, وكانت لديهم سيارة يتم قيادتها بطريقة غير عادية, ولذلك قاموا بالطيران بها فوق السحاب حتى وصلوا إلى مدينة (أوتري سانت كاترين), وهناك هبطوا في ساحة بيتهم, وقاموا بوضع السيارة في (المرآب).

في الطريق إلى المدرسة

مكث هاري في منزل صديقه رون ثلاثة ايام, ثم ذهب لشراء الكتب التي سيحتاج إليها في مدرسة السحر, وفي اليوم التالي توجه شقيقا رون بالسيارة الطائرة لتوصيل شقيقهما وهاري إلى محطة القطار المغادر إلى المدينة التي تقع فيها مدرسة تعليم فنون السحر, وكان مع كل من هاري ورون حقيبة تضم كل حاجياته, وكان لابد أن يدخل الجميع من الجدار السري الذي يؤدي إلى المكان الذي يقف به القطار المقصود.

قاموا بايقاف السيارة بجوار المحطة وأخذوا يركضون للحاق بالقطار قبل أن يتم اغلاق الجدار الذي لابد لهم أن يعبروا من خلالها, وقد تمكن شقيقا رون الكبيران من الدخول بعد أن جريا بسرعة, ولكن هاري ورون اللذين كان يحملان حقيبتيهما لم يتمكنا من الدخول فقد انغلق ذلك الجدار قبل لحظات من وصولهما, وكان الباقي من الوقت 30 ثانية على تحرك القطار من محطته, وانقضت تلك المدة وهما في الخارج وبالتالي لم يلحقا بالقطار, فكرا كثيرا وكان الحل الوحيد أمامهما للذهاب إلى المدرسة, هو استخدام السيارة الطائرة, وكان رون يعرف كيفية تشغيلها, وأخذا في البحث عن القطار حتى وجداه, وقاما بالطيران فوق السحاب, ولكنهما في كل دقيقة كانت تمر, كانا يهبطان لرؤيته وهو يسير ثم يصعدان للأعلى ثانية, وعندما توقف القطار في محطته, وصلت السيارة إلى مكان القلعة الذي تقع فيه المدرسة, وفجأة نفد الوقود من الطائرة, فلم تستطع الطيران وأخذت تهبط بسرعة, حتى اصطدمت بشجرة وتعلقت بها, وكانت اسمها (وينبنج ويلو) وهي مشهورة بأنها عنيفة ومتوحشة ولا تحب الازعاج, لذلك أخذت تضرب السيارة وترجها بشدة حتى أن يد هاري جرحت وأخذت تنزف الدماء, كما انكسرت عصا رون السحرية إلى نصفين.

في هذه اللحظة قذف هاري ورون بنفسيهما من السيارة إلى الأرض, وعندئذ شاهدا طابور المدرسة, فانضما إليه, لكنهما حين هما بالدخول أمسك بهما البروفيسور (سنيب) الذي كان يكرههما, وطلب منهما التوجه إلى مكتبه, وهناك أراهما احدى الصحف وقد نشرت في صفحتها الأولى صورتيهما بينما كانا في السيارة الطائرة وكان عنوان الخبر المنشور هو (السيارة الطائرة تثير حيرة الناس), قرأ البروفيسور لهما المقال, والذي جاء فيه أن هناك سبعة أشخاص شاهدوا هذه السيارة وهي تطير في الهواء.

طلب البروفيسور (سنيب) لقاء ناظر المدرسة, فتوقع هاري ورون انه سيتم فصلهما, ولكن الناظر اكتفى بتحذيرهما, قائلا انه سيكتفي هذه المرة بكتابة رسالة إلى أهاليهما, أما إذا فعلا ذلك مرة أخرى فسوف يتم فصلهما, ثم طلب منهما الذهاب إلى غرفة النوم.

في اليوم التالي ذهب هاري ورون لرؤية السيارة, لكن في الطريق تلقى رون رسالة وكانت من النوع الناطق وكانت من أمه التي عنفته بشدة وأخذت تصرخ فيه, ثم بعد ذلك انفجرت الرسالة تماما وتحولت إلى رماد.

الدفاع ضد الشر

كانت أول الحصص في المدرسة هي تعليم الطلاب طرق الدفاع عن النفس ضد الشر, وكان مدرس هذه الحصة يتصف بالحماقة, فقد أحضر معه قفصا مملوءا بالأسماك المتوحشة التي لا تحتاج إلى الماء, وعندما قام بفتح القفص تناثرت منه الأسماك, واخذت تعض الموجودين, وعندما حاول المدرس اعادتها مرة أخرى إلى القفص فشل في ذلك, وعندئذ أخذ الطلاب يهربون من أمامها, بل إن المدرس أيضا هرب, وطلب من هاري ورون وزميلتهما (هرمايني) ان يقوموا باعادة الأسماك إلى القفص, وقد استطاعوا اعادتها بالفعل ولكن بعد مرور أكثر من نصف ساعة, وعندما انتهى اليوم الدراسي دخل هاري ورون إلى غرفة نومهما, وفي الرابعة صباحا جاء (أوليفر وود) مدرب فريق (كيددج) وهي الرياضة التي يشترك فيها هاري ورون وأخذهما للتدريب, وبعد أن انتهيا عادا وأكملا نومهما, وفي الصباح التالي بعد أن أفطر هاري أخذ يسير في فناء المدرسة, فرأى حشدا كبيرا من الطلاب, ولما ذهب إلى هناك وجد زميله الطالب (كولين كريفي) مستلقيا على الأرض, وكان وجهه يبدو عليه الفزع الشديد أما جسده فكان متجمدا, حيث لا حركة ولا صوت.

تقدم البروفيسور وأخذ كولين إلى المكان المخصص للعلاج في المدرسة, أما هاري فقد واصل سيره إلى المكتبة حيث قرأ كتابا حول تاريخ مدرسة السحر التي يدرس بها, وعندما انتهى ذهب إلى احد ممرات المدرسة فوجد هناك أيضا شبحا مستلقيا على الأرض وهو متجمدا أيضا, تماما مثل كولين وبجانبه طفل اسمه (جاستن) كان أيضا متجمداً هو الآخر, وفي هذه اللحظة وصل أحد الطلاب ورأى هاري وهو يقف إلى جوار الشبح والطالب المتجمدين, فاعتقد أن هاري هو الذي قام بذلك الفعل, وأخذ الطالب يجري ويصرخ قائلا إن هاري جمدهما, وسرعان ما حضر إلى المكان جميع المدرسين والطلاب, وقامت احدى المدرسات بابعاد هاري إلى غرفته, أما الشبح والولد المجمدان فقد حملهما الجميع إلى غرفة التمريض لمعالجتهما

وفي اليوم التالي أيضا وبينما كان هاري يمشي في احدى الطرقات بعد انتهاء احدى الحصص, وجد حشدا جديدا حول فتاة متجمدة, كانت هذه المرة هي زميلته (هرمايني), عندئذ صمم على معرفة من هو الفاعل الحقيقي الذي قام بتجميد هؤلاء, فذهب إلى غرفة التجميد لكي يرى زميلته المجمدة فوجد يدها تقبض على ورقة بها اسم الوحش الذي يقوم بتجميد الأطفال وهو (باسيليسك), هذه الورقة تقول إن هذا الوحش لديه نظرة مميتة, وتحت هذه العبارة كانت هناك كلمة (انبوب), ذهب هاري مع صديقه رون إلى دورة المياه الخاصة بالفتيات بعد تأكدهما من خلوها منهن, حيث يسكن بها شبح امرأة يُعتقد أنها ماتت بنفس الطريقة التي يقتل بها الوحش ضحاياه بعد أن سدد إليها نظرته المسمومة, وكان هاري يريد التأكد من ذلك, وعندما سأل هاري هذه المرأة الشبح أكدت له أنها رأت عينين خرجتا من داخل الأنبوب الموجود في المغسلة, عندئذ قام هاري, باستخدام عصاه السحرية, بجعل الانبوب يزداد اتساعا, وهنا قام هاري وصديقه رون بالدخول فيه لقتل ذلك الوحش, حتى وصلا إلى غرفة مظلمة, وعندئد أخذت الصخور تتساقط عليهما, وكانت هناك تماثيل وأحجار بينما كان السقف مصنوعا من الصخور, أخذت تلك الصخور تنهار حتى سقطت جميعها, فبرزت حفرة من بين تلك الصخور, دخل هاري من خلالها لأنه كان نحيف الجسم, أما رون الذي كان جسمه أضخم فانه ظل وراء الصخور, بعد أن فشل في النفاذ من بينها.

مقابلة مع الساحر

أخذ رون يحاول ابعاد الصخور عن بعضها حتى يجد لنفسه فتحة مناسبة, لكن ذلك كان يتطلب وقتا طويلا, أما هاري فقد أكمل طريقه من دون رون, حتى وصل إلى غرفة أكثر اتساعا بداخلها شموع كثيرة, وكانت تحتوي على تماثيل قديمة ومضيئة, وعندما اعتادت عيناه على الضوء, لأنه كان قبل ذلك في مكان مظلم جدا, عندئذ رأى (فولدمورت) الساحر الشرير الذي كان قد واجهه في العام الماضي, لأن فولدمورت عاد حيا من جديد من خلال دفتر مذكرات كتب فيه لأتباعه من الأشرار الطريقة التي يمكنهم بها اعادته إلى الحياة مرة أخرى, وكانت روحه الشريرة داخل دفتر المذكرات هذا.

وعندما رأى فولدمورت هاري أمامه أراد قتله, لكنه عاد عن عمل ذلك بنفسه, وقرر استدعاء الوحش الذي يقوم بتجميد الطلاب وقتلهم, وهجم هذا الوحش على هاري محاولا عضه, وبينما كان يفعل هذا تسلل صوت أغنية يؤديها طائر, وعندما رأى هاري ذلك الطائر عرف انه خاص بناظر المدرسة, وكان هاري صديقا له, ترك الطائر قبعة كان يحملها معه تسقط من بين رجليه فالتقطها هاري وسحب منها سيفا, وأمسك به وجرى ناحية الوحش وقتله, ولكن قبل أن يقتله كان الوحش قد نفث سمومه داخل جسد هاري بعد أن عضه بينما كان يموت.

ظل ناب الوحش مغروسا داخل لحم ذراع هاري الذي بدأ يموت ببطء, ولكن طائر الناظر رآه فبكى وأسقط دموعه فوق ذراع هاري, وهذه الدموع كانت كفيلة بازالة أي ألم يتعرض له أي جسد, ولذلك شفي هاري من سموم هذه العضة, ولكن فولدمورت غضب بشدة, وقرر أن يقوم بنفسه بقتل هاري, وفي نفس اللحظة طار الطائر وأمسك بدفتر المذكرات الخاص بفولدمورت, ووضعه في يد هاري, الذي قرأه وعرف منه ما الذي يجب عليه فعله.

انتزع هاري ناب الوحش الشرير من ذراعه وقام بغرسه في وسط دفتر المذكرات, وعندئذ صدرت صرخة قوية جدا عن فولدمورت ثم اختفى بعدها.

رجع هاري إلى رون فوجده قد انتهى من ازاحة كل الصخور, عندئذ قاما معا بالطيران الى اعلى حتى وصلا الى نهاية الانبوب, وبعد ان خرجا جاء الناظر ورحب بهما كما أقام الطلاب احتفالا كبيرا لتكريمهما.

قرر الناظر تقديم مكافأة لهما وهي اعفاؤهما من اداء امتحان العام, وكان هذا الوقت في نهاية السنة الدراسية.

وفي آخر يوم للمدرسة, ذهب المدرسون وأحضروا النباتات التي تحيي الطلاب المتجمدين وقاموا بعصرها ووضعها في طبق كبير ثم خلطوها بجلد حيوان ووضعوها في أكواب وقاموا بصبها في أفواه الطلاب المتجمدين ليشربوها, بعد ذلك عاد الطلاب إلى الحركة من جديد.

وعقب ذلك ذهب هاري ورون وزميلتهما هرمايني إلى محطة القطار حيث استقلاه إلى المحطة الأخرى التي سينتظرهم فيها آباؤهم.

وهكذا تنتهي أحداث الكتاب الثاني من تلك السلسلة المشوقة من مغامرات هاري بوتر الفتى الطيب, وفي الكتاب الثالث سوف نتابع مغامرة أخرى مذهلة عندما يلتحق هاري بالصف الثالث من مدرسة فنون السحر والشعوذة.