صيـد السمـك

صيـد السمـك

يعتبر صيد الأسماك من أقدم المهن في التاريخ, فقد مارسه الإنسان للحصول على طعام البحر, كما مارس صيد الحيوان للحصول على طعام البر.

وهي رياضة الذكاء والصبر: ذكاء في أن تعرف أين ومتى وكيف تقتنص الأسماك, وصبر لأنك قد تمضي اليوم كله دون أن تظفر بسمكة واحدة.

أدوات الصيد (الأدوات الأساسية)

البوص الهندي: موطنه الهند وجنوب شرق آسيا.. ويوجد في محلات الصيد المتخصصة, إما قطعة واحدة, وإما مقسما لأكثر من وصلة, تتداخل في بعضها البعض, لسهولة حملها من مكان لآخر.. وقد يصل طول البوصة من هذا النوع إلى ثمانية أمتار.. ويعتبر هذا النوع متوسط الوزن.. ذا مرونة كبيرة ومتانة عالية.

البوص الصناعي: من الألياف الصناعية (الفيبرجلاس) وهو الأكثر شيوعاً في هذه الآونة, ويتميز بالدقة في الصناعة, بحيث تصبح البوصة انسيابية تماما وذات وزن خفيف جداً, وهي غالبا مزودة بحلقات لاستخدامها مع ماكينة الصيد, أو من دون حلقات لاستخدامها في الصيد اليدوي العادي.

خيط الصيد: هناك ثلاثة أنواع من خيوط الصيد هي: الخيط النايلون العادي, والخيط النايلون المجدول والسلك المعدني الصلب.

والأكثر شيوعاً من هذه الأنواع: الخيط النايلون العادي.. وهو خيط شديد القوة بالنسبة إلى قطره, ويكفي أن تعرف أن خيطاً من النايلون قطره 0,4 ملليمتر يمكنه حمل وزن قدره 36 كجم!

ومع ذلك فخيط النايلون ذو ليونة كبيرة, تمتص ضربات الأسماك الكبيرة, ومحاولاتها الخلاص من الصنارة.

الثقل (الرصاص): ضروري لينزل بالخيط والصنارة إلى أسفل في العمق المناسب حيث توجد الأسماك.

الغماز (قطعة الفلين): الغماز هو شكل كروي أو اسطواني أو مخروطي, من الفلين أو البلاستيك أو (الفوم) مهمته بيان ما إذا تعلقت سمكة بالصنارة حين يهتز صاعدا وهابطا.

الأدوات المساعدة

ماكينة الصيد: من أهم الأدوات المساعدة في عملية الصيد, تمد الصياد بإمكانات أكبر مما يمده بها الصيد اليدوي, مثل إلقاء الطعم بعيدا عن الشاطيء حيث الأسماك الأكبر حجما, وكذلك الوصول للأعماق البعيدة. وماكينات الصيد عالم كبير مختلف الأحجام والإمكانات.. وللمبتدئين فإن ماكينة متوسطة الحجم تكون مناسبة تماما, فلن يحتاج المبتديء لرمي الصنارة أبعد من 30 ـ 40 مترا, وتحل الماكينة محل (الحداف) وهو خيط طويل ملفوف على بكرة وله ثقل وصنارة, يلقي به الصياد بيده داخل الماء ويجذبه عند إحساسه بالسمكة.

المدور (المدوار): حتى لا يتعقد خيط النايلون ويستهلك وقت الصياد في فكه, يستخدم المدوار وهو جسم في نهايته حلقتان يوضع بين الصنارة والماكينة تلافيا لعملية الالتفاف والتجعد والتعقد.

الصنَّار: هو الجزء المهم الذي يحمل الطعم ويشبك في فم السمكة بطريقة يصعب إفلاتها منه مرة أخرى.. وتختلف أشكال وأحجام الصنانير بما يتناسب مع نوع السمكة, وحجم فمها, فسمك الدنيس مثلا يكون ذا فم كبير نوعاً, فيحتاج لصنار كبير, والسمك البوري يتم صيده باستخدام صنار صغير.. ومن المهارات الأساسية, كيفية ربط الصنارة في النايلون, لأن عدم ربطها جيدا يساعد السمكة على الإفلات.

ومن الأفضل للصياد الماهر أن يقوم بتجهيز عدد كبير من الصنانير كل منها مربوط في خيط نايلون بطول مناسب (40 سم) من مختلف الأحجام, ويكون جاهزا بها قبل الخروج لرحلات الصيد, حتى يكون مستعدا لصيد أي سمكة في أي توقيت.

الملقاف: هو عصا أو (غابة) طويلة في نهايتها حلقة معدنية أو خيزران مثبت فيها شبكة ذات اتساع مناسب ومغلقة من الجزء السفلي, وهي تشبه الشبكة في لعبة (كرة السلة) إلا أنها مغلقة من أسفل وشبكتها ذات ثقوب ضيقة.

ويستخدم الملقاف لالتقاط السمك الذي يتم صيده من الماء.

العياشة: عبارة عن حلقات من البلاستيك مشدود عليها أنبوب من الشبك النايلون المتين بحيث يمكن غمر جزء منها في الماء ليحوي السمك, ويظل بابها الأساسي فوق سطح الماء.. وتستخدم لحفظ السمك الذي تم صيده في نفس بيئته, فيظل السمك حياً يتنفس ولا يستطيع الهرب حتى آخر يوم الصيد حيث يجمعه الصياد ويعود به إلى مسكنه.

الطعم: تتعدد أنواع الطعم المستخدمة في صيد الأسماك.. فمنها الصناعي ومنها الطبيعي.. والطبيعي ذاته قد يكون حشرات أو نباتات أو حيوانات بحرية صغيرة.. أو حتى أسماك صغيرة تكون طعما للأسماك الأكبر منها حجما.

الحامل: عبارة عن جزء من فرع شجرة مثلا على شكل حرف (Y) يغرس الجزء الطويل منه في الأرض ويعمل الجزء العلوي منه كمسند أو حامل لبوصة الصيد, ويستخدم أساسا للصيد في المياه العذبة باستخدام الغماز لترك بوصة الصيد في وضعها على حاملين مع مراقبة الغماز من آن لآخر.. وبذلك يمكن للصياد أن يصطاد بأكثر من بوصة في مكان واحد.

علبة الأدوات: هي علبة مقسمة لأجزاء يحتفظ فيها الصياد بالأدوات الخاصة بالصيد كالأثقال والصنانير والغمازات والطعوم الصناعية والمقص والخيوط النايلون.

طريقة الصيد

من المهم معرفة عمق المياه التي ستشرع في الصيد فيها حتى تضع الطعم على العمق المناسب, لأن الطعم لو كان مرتفعا أكثر من اللازم لامتنعت الأسماك عن الاقتراب منه, ولو كان الطعم متدليا لمسافة أكبر من اللازم لالتهمته الأسماك دون أن تشعر أنت به, وكأنك جالس لتغذية الأسماك.. لا صيدها!

أين تصطاد?

هناك أماكن معروفة, تكثر فيها الأسماك, سواء في البحار أو الأنهار. وقد يجلس الصياد على بعض الصخور بالقرب من الشاطيء, أو على جسور خشبية مجهزة خصيصا لهذا الغرض.

كيف تربط خيط النايلون بالصنارة

من أهم المهارات التي تتطلبها هواية صيد الأسماك, كيفية ربط الخيط النايلون الخاص بالصيد في بعضه البعض وكذا عملية ربط الخيط النايلون في الشص (الصنارة) وكذلك عملية ربط صنارة فرعية بخيطها في الخيط الرئيسي.

التوقيت المناسب للصيد

من المعروف أن الأسماك تتغذى في الفجر وقبل طلوع الشمس, لأنه في هذا الوقت تتمكن السمكة من اقتناص الفرائس الأصغر حجما والحشرات والديدان, وذلك لأن هذه الحشرات الصغيرة لا تكون لديها فرصة تركيز الإبصار في الضوء الضعيف كما يمكن للسمكة أن ترى الفرائس بدرجة تفوق الحيوانات البحرية الدقيقة, وبذلك تتمكن من قنصها.

ومن المعروف أيضا أن الأسماك من الكائنات ذات الدم البارد, أي أنها تعتمد على درجة حرارة المياه المحيطة بها, وكلما زادت درجة حرارة الماء, وصار الماء دافئا.. زادت حيوية السمكة وحركتها, وبالتالي زادت حاجتها للطاقة والغذاء, لذلك فإن السمك يقبل على الغذاء في الجو الدافيء عنه في الجو البارد, وحتى في أثناء اليوم إذا هب هواء بارد فجائي فإن الأسماك يصيبها الكسل, وتمتنع عن الغذاء وقتا قد يصل إلى أيام عديدة.

أولى خطوات الصيد

أول ما يجب أن يفعله الصياد إذا استقر على الوقت والموقع المناسبين للصيد, أن يقيس عمق الماء باستخدام الغماز أو قطعة الفلين, وذلك بغمس الثقل بهدوء في الماء, فإذا غاص لأسفل دل ذلك على أن تقديرك لعمق الماء كان أقل من اللازم, فيجب إذن زيادة الطول المثبت عنده الغماز.. وقياس العمق مهم جدا لتحديد موقع الطعم وتماشيه مع العمق الذي يوجد فيه السمك.

وبعد..

تأتي بعد ذلك عملية رمي الطعم في المياه.. التي ينبغي أن تتم بالطريقة الصحيحة بغض النظر عن قوة الرمية, إذ قد يمكن الصيد بالماكينة بمجرد إنزال الطعم والثقل أمامنا مباشرة دون الحاجة إلى مسافات بعيدة.. وأهم ما في الموضوع أن تتحكم في المكان الذي يهبط فيه الثقل الذي تقذفه للأمام, لأن من الممكن أن تصادف مكانا للصيد تكثر فيه العوائق أو النباتات البحرية التي ينبغي تحاشي وقوع صنارتك وسطها.

ماذا يقرأ الهاوي?

تتوافر في مكتباتنا العربية الكتب المتخصصة في هواية صيد السمك, وهي كتب مفيدة إذا صاحبتها الممارسة العملية للصيد, والتجربة.. والخطأ والاستفادة منه.

ولا يوجد أفضل من الجلوس بجوار صياد محنك, ومراقبته وهو يضع الطعم في صنارته, ثم وهو يرميها, ثم وهو يجذبها وفي نهايتها سمكة في الغالب!

الصيد هواية مفيدة

تذكر يا صديقي أنك بالإضافة إلى استمتاعك بممارسة صيد السمك, فإنك تكتسب صحة جيدة بالهواء النقي الذي يدخل إلى رئتيك, فالصيد رياضة روحية سامية لتعلمك فضيلة الصبر.. وفي النهاية فإن هذه الهواية تتيح لك أن تأكل من عمل يدك مما لذ وطاب من الأسماك!

 

 


 

خالد الصفتي











الملقاف











أشكال متعددة لاستخدام ثقل الرصاص في توصيل الصنارة والطعم للأعماق المناسبة





اشكال متنوعة من صنار الصيد





أنواع مختلفة من الطعم





شبكة حفظ الأسماك (العياشة)