الإسلام حضارة

الإسلام حضارة

كذبة أبريل

يهدف الإسلام إلى الرقي بالمجتمع الإسلامي إلى معالي الأمور والتخلق بمكارم الأخلاق ومحاسن الشيم وينبذ مساويء الأخلاق ومرذول العادات.. ومن الأخلاق السيئة التي جاء التنفير منها والتحذير من سلوكها الكذب.. الذي هو علامة من علامات النفاق لأن المؤمن لا يكذب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.. وقال أيضا: إن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل لا يزال يكذب حتى يكتب عند الله كذابا.. وقد بين الله سبحانه وتعالى أن اللعنة تكون للكاذبين, وحث المؤمنين على الصدق فقال: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين (التوبة/119). فالكذب خلق ذميم ممقوت عند الله تعالى وعند رسوله صلى الله عليه وسلم وعند سائر المؤمنين.. وبعض الناس يعتذر عن كذبه فيقول: كذبة بيضاء.. وهذا عذر قبيح. فالكذب يبقى كذبا بلا ألوان. ومن أسوأ الأشياء التي دخلت على المسلمين ما يسمى بكذبة أبريل حيث يستقبلون هذا الشهر بكذب قبيح ويدعون أن ذلك تسلية ومزاح.. فبعض الناس لا يستحي أن يكذب كذبة عظيمة على من يواجهه في أول أبريل ليمزح معه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ويل لمن كذب ليضحك الناس ويل له ويل لهفهل ترضى أن توصف بالكذاب ولو مزاحا? إذا كنت لا ترضى بذلك فلا تكذب لا في أبريل ولا في غيره. وتذكر من وصفوا بالكذب فصار لهم عارا إلى يوم القيامة, أمثال: مسيلمة الذي لا يوصف إلا بالكذاب. ولعلك تذكر قصة الفتى الذي كان يحرس غنم القرية ثم صار يصيح ويدعي أن الذئب قد هجم عليها فلما جاء رجال القرية أخبرهم أنه يكذب عليهم ثم كرر ذلك مرة ثانية ولم يكن هناك ذئب وفي المرة الثالثة جاءه الذئب فعلا فأخذ يصيح ويستنجد ولكن أهل القرية اعتبروه كذابا فلم يهبوا لنجدته.

بناة الحضارة
ابن سينا.. (173ـ 824هـ/ 918 ـ 1036م)

أبو علي الحسين بن عبدالله بن سينا الحكيم المشهور فيلسوف وطبيب إسلامي ولد في قرية من قرى بخارى يقال لها (خرميثنا) ثم انتقل إلى بخارى مع أهله. وبعد ذلك تنقل في البلاد, واشتغل بالعلوم وحصل الفنون, ولما بلغ العشرين من عمره أتقن حفظ القرآن الكريم وعلومه ثم درس الأدب وحفظ أشياء من أصول الدين وحساب الهندسة والجبر والمقابلة. ولقب بالشيخ الرئيس لأنه جمع بين العلم والوزارة. كتبه كثيرة متنوعة وتمتاز بالوضوح والإيجاز, وله كتاب: (القانون في الطب), وهو موسوعة طبية تحتوي على ما ذكره الأطباء اليونان الأقدمون, بالإضافة إلى ما ساهم به العرب في هذا المجال. وترجم هذا الكتاب إلى اللغة اللاتينية في القرن الثالث عشر الميلادي وأعيد طبعه في القرن الخامس عشر الميلادي, وطبع مرات كثيرة في القرن السادس عشر الميلادي.

أحسن القصص
اذبحوا أبناءهم!!

كان بنو إسرائيل مستضعفين في مصر, يستخدمهم الفراعنة في الأعمال والمهن الوضيعة.. ينتظرون البشارة التي بشر بها إبراهيم عليه الصلاة والسلام ومضمونها: أنه سيخرج من ذريته (وبنو إسرائيل منهم) غلام يكون هلاك ملك مصر على يديه. وذات ليلة رأى فرعون في منامه, كأن نارا عظيمة خرجت من بيت المقدس فأحرقت دور مصر ومن فيها ولم تضر بني إسرائيل. فاستيقظ فرعون فزعا مرعوبا وقد هاله ما رأى.. فجمع الكهنة والسحرة وسألهم عن ذلك.

فقالوا: تفسير ما رأيت أن غلاما يولد من بني إسرائيل يكون سبب هلاك أهل مصر على يديه. فقال فرعون: لكن بني إسرائيل أذلاء مستضعفون كما ترون? ولا يفكرون في مثل هذا الأمر?

قال أحد الكهنة: يا مولاي هم أذلاء حقا, لكنهم يفكرون في القضاء على أهل مصر.. فهم ينتظرون هذا المولود ويتحدثون بذلك فيما بينهم.

اجتمع فرعون بوزيره هامان وكبار القواد, وبعد مشاورات ومداولات أمر فرعون بقتل كل مولود ذكر من بني إسرائيل وترك البنات. وانطلق الجنود لتنفيذ هذا الأمر الفرعوني, فكانوا يعرفون النساء الحوامل ويعلمون بميقات وضعهن, فإذا وضعت المرأة ذكرا ذبحوه من ساعته وإذا ولدت أنثى تركوها.

وبعد مدة طويلة تنبه المصريون إلى أنه إذا استمر القتل في بني إسرائيل فإنهم سوف يفنون. فالكبار يموتون والصغار يقتلون.. وعندئذ سيضطرون للقيام بالأعمال التي يقوم بها بنو إسرائيل. فأطلعوا فرعون على هذا الأمر.. فأصدر قرارا آخر يقضي بأن يقتل الأبناء عاما, ويتركون عاماً.

وكان ممن ولد في عام القتل موسى بن عمران صلى الله عليه وسلم.. ولم ينتبه أتباع فرعون لأم موسى لأنها كانت تتخفى عنهم ولم تكن علامات الحمل واضحة عليها. وكان جنود فرعون يداهمون البيوت بين فترة وأخرى.. وألهم الله أم موسى أن صنعت تابوتا وربطته في حبل.. وكان بيتها على ضفة النيل.. فكانت ترضعه, فإذا جاء الجنود وضعته في التابوت وألقته في النهر وربطت الحبل عندها فإذا ذهبوا استرجعته إليها.

وذات يوم جاء الجنود وأسرعت أم موسى وألقته في النهر ونسيت أن تربط الحبل فانساب التابوت على صفحة الماء.. وكان بيت فرعون على ضفة النهر, فرأت الجواري التابوت يقترب من الضفة فأسرعن بانتشاله من النهر, وكان التابوت مغلقا فلم يجرؤن على فتحه خشية أن يكون فيه ذهب فيتهمن بالسرقة منه.. فأتين به إلى امرأة فرعون, فلما فتحته رأت طفلا جميلا فأحبته حباً شديداً, لأنها لم يكن يولد لها ولد فأرادت أن تجعله ولدا لها. وعندما رآه فرعون أراد قتله. ولكنها أقنعته بتركه, لأن طفلا واحدا لن يزيد قوة بني إسرائيل ولأنه سيتربى كما يريد فرعون.. وكان الطفل يبكي من الجوع ولم يقبل أن يرضع من المرضعات حتى جاءت أمه فأرضعته بعد أن أعلنت امرأة فرعون أنها بحاجة إلى مرضعة.. فكانت أم موسى ترضع طفلها وتأخذ أجرة على ذلك وهكذا عاش موسى عليه الصلاة والسلام في بيت عدوه.. الذي أهلكه الله على يديه بعد سنوات عديدة.

مساجد لها تاريخ
مسجد القبلتين

يقع هذا المسجد في ربوة من الحرة الغربية قرب المدينة النبوية, بناه بنو سواد بن غنم بن كعب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في العام الثاني من الهجرة, وكانت مواد البناء من اللبن والسعف وجذوع النخيل.

وفي شعبان من العام الثاني من الهجرة (فبراير 624م) صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه صلاة الظهر إلى جهة بيت المقدس, وبعد أن أتم ركعتين نزل عليه الوحي بالتحول إلى الكعبة المشرفة فصلى إليها. ومنذ ذلك الحين عرف المسجد باسم (مسجد القبلتين) لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى وقبلته المسجد الأقصى ثم أكمل صلاته وقبلته المسجد الحرام.

وفي العام 87 هـ (706م) جدد والي المدينة عمر بن عبدالعزيز عمارته, وظل المسجد على حاله أكثر من ثمانمائة سنة, حتى جدده شيخ سدنة الحرم النبوي شاهين الجمالي 893 هـ (1488م). وأصلح عمارته السلطان العثماني سليمان القانوني (950 هـ ـ 1543م) ثم أمر الملك عبدالعزيز آل سعود بتجديد عمارته وتوسعته وبناء مئذنة له العام (1350 هـ ـ 1931م) ثم أمر الملك فهد بتجديد عمارته تجديدا كاملا, وإعادة بنائه وفق تصميم حديث بهدف توسعته وإسباغ اللمسات الهندسية الجمالية الإسلامية عليه.. وبناء المسجد من الطوب الأحمر الفخاري العازل للحرارة والرطوبة والصوت.

مسجد عمرو بن العاص

كان أول ما فعله عمرو بن العاصي رضي الله عنه, عندما فتح مصر أن اختط مدينة الفسطاط (مصر القديمة الآن) وبنى بها مسجدا جامعا عرف في التاريخ بجامع عمرو بن العاص عام 21 هـ (642م) وكان وقئذ مشرفا على النيل, وكان طوله وقت إنشائه 50 ذراعا وعرضه 30 ذراعا, ولكن التوسعات والزيادات توالت عليه على مر العصور حتى بلغت مساحته 112,50*120,50م, وقد اهتم به العبيديون اهتماما بالغا.. وعندما أحرقت الفسطاط عام 564 هـ (1168م) خوفا من احتلال الصليبيين لها استمرت النيران مستعرة بها 54 يوما. فتخربت مبانيها بما فيها جامع عمرو.. فأجريت عدة عمارات متعاقبة بعد هذا الحريق.

وكان لهذا الجامع دور تربوي إذ انتشرت فيه حلقات العلم والتدريس, وقد أطلق على أماكن حلقات دروس كبار العلماء بالجامع اسم زوايا. فعرف درس الشافعي, بزاوية الإمام الشافعي وكان كان يدرس فيها الفقه.

آداب الشرب
آداب إسلامية:

  1. التسمية عند الشرب (بسم الله).
  2. أن يشرب باليمين إن كان كوبا, وإلا فيحمله بكلتا يديه إن كان إناء كبيرا.
  3. ألا يشرب الماء دفعة واحدة, بل يشربه على ثلاث دفعات, يشرب الأولى ثم يبعد الإناء عن فمه ويتنفس ثم يفعل مثل ذلك في المرتين الثانية والثالثة.
  4. إذا كان الشراب حارا فلا ينفخ فيه بل يدعه حتى تنخفض حرارته.
  5. ألا يشرب ماشيا أو قائما بل يشرب جالسا.
  6. أن يناول الإناء لمن عن يمينه إذا فرغ من الشرب.
  7. أن يحمد الله بعد فراغه من الشرب.
  8. إذا كان الشراب في إناء كبير (دورق ـ سقاء ـ قربة) فلا يشرب منه مباشرة بل يصب منه في كوب ونحوه.
  9. ألا يشرب أو يأكل في آنية ذهب أو فضة.
  10. إذا كان يقدم الشراب إلى الآخرين فيستحب ألا يشرب قبلهم بل يكون آخرهم شرباً.

أولاد الخليفة العادل فقراء

خلف عمر بن عبدالعزيز رحمه الله أحد عشر ابناً, فأصاب كل واحد منهم ديناراً إلا ربعا. وقال لهم عند وفاته: يا بني, ليس لي مال فأوصي به. وخلف هشام بن عبدالملك أحد عشر ابناً, فأصاب كل واحد من البنين ألف ألف دينار, فأما أولاد عمر بن عبدالعزيز فما رئي أحد منهم إلا وهو غني, ومنهم واحد جهز من ماله مائة ألف فارس على مائة ألف فرس في سبيل الله تعالى, وما رئي أحد من أولاد هشام بن عبدالملك إلا وهو فقير.

 


 

فرج الظفيري