أبنائي الاعزاء

أبنائي الاعزاء

تحل علينا هذا الشهر ذكرى مولد النبى عليه الصلاة والسلام. وهي مناسبة جديرة بالوقوف والتأمل. فالسيرة النبوية كانت دائما مصدر إلهام وتأمل من كل المؤمنين في كل بلاد الإسلام. فهي أعظم السير على الإطلاق وقد استلهم منها الرواة الشعبيون بقية السير. فقد كانت حياة الرسول عليه السلام قدوة في مختلف مراحل حياته. فعندما كان طفلا صغيرا عانى من مرارة اليتم ففقد أبيه ثم فقد أمه وعاش في رعاية عمه. وقد علمه هذا أن يعتمد على نفسه منذ أن كان صغيرا فخرج لرعي الغنم. وعندما كبر اشتغل بالتجارة وكان يواصل السفر ليلا ونهارا عبر الصحراء المقفرة إلى بلاد الشام يبيع ويشتري دون غش أو كذب حتى أطلقوا عليه لقب الصادق الأمين. وعندما تلقى الوحي وكلفه الله بنقل رسالة الإسلام إلى البشر أجمعين. لم يخف من الأذى, ولم يتراجع أمام أي تهديد رغم كل المحاولات التي دبرت من أجل قتله, بل إنه هاجر من بلده مكة إلى يثرب, والتي أطلق عليها بعد ذلك المدينة المنورة, وذلك حتى يواصل دعوته ويحارب الذين كفروا به وأخرجوه من دياره. إنها سيرة عطرة لأن المعاني التي ترسخها في النفس لا تزول مهما زال الزمان وهي كالعطر الباقي كلما تقادم أصبح أزكى رائحة.


 







صورة الغلاف