أعمال فنية من قرون الماشية

أعمال فنية من قرون الماشية

تختلف الخامات التي يستخدمها الهواة لعمل نماذجهم الفنية, كأشغال النجارة أو المعادن أو النحت أو الزخرفة أو غيرها من الميادين التي يزاولونها.


ونقدم لكم هذا العدد خامة جديدة تماما, لم تستخدم من قبل لعمل نماذج فنية, كما أنها ليس لها قيمة مادية تذكر!


وهذه الخامة هي قرون الماشية والأغنام.. ويمكن الحصول عليها من المجازر, بأسعار زهيدة (لأن هناك بعض من يشتريها لاستخدامها في عمل الغراء), أو من ماشيتكم إذا كنتم ممن يربون الماشية.

وللقرون أشكال وأحجام مختلفة, فتتراوح أطوالها من 1 سم (قرون الأغنام) وحتى 90 سم (قرون الماشية), كما تتعدد ألوان هذه القرون فمنها الأسود والأبيض, ومنها ما يبدأ وينتهي باللون البني أو الأسود, وتشترك كل هذه الأنواع من القرون في قابليتها للبرد والصقل والنشر, والتشكيل, إذ توضع في ماء ساخن فتلين, وبذلك يمكن تشكيلها كلها أو بعضها إلا إذا كان شكلها الطبيعي لا يناسب التصميم المطلوب.

إعداد القرون


القرون الخام يكون شكلها الخارجي غير مصقول, وبداخلها الكثير من الدهن والفضلات من آثار الذبح والخلع, لذا فيجب أن تغسل بالماء الساخن ويملأ الفراغ الداخلي بقدر من الصودا الكاوية المخففة (البوتاس), ثم تترك يوما على الأقل حتى تذوب الشحوم ثم يعاد غسلها من جديد وتترك لتجف.

التصميم


تعتمد هذه الخطوة على قدراتك الخاصة, وخيالك الفني, وبصفة عامة فالقرون تصلح للتشكيل في صور الطيور, أو الأسماك أو آنية الزهور, ومن المهم أن تفكر في نوع القاعدة وشكلها وطريقة تثبيت القرون بها, لأن الشكل العام للتصميم يتأثر كثيرا بشكل القاعدة وطريقة تثبيت الأجزاء عليها.


وتختلف الخامة التي تصنع منها القاعدة حسب إمكانيات الهاوي, والغاية من النموذج. ويمكن أن تكون القاعدة قطعة من الخشب المصقول, أو كتلة من جذع شجرة, أو قطعة من الصخر الأملس أو المنحوت, أو حتى قطعة من البلاستيك أو الفيبر, وفي حالة إذا كانت القاعدة من المواد الطبيعية فيجب صقلها وطلاؤها وتشطيبها قبل تركيب القرون حتى تحتفظ القرون برونقها دون أن يمسها طلاء القاعدة, فيشوه منظرها.

التشكيل


تعتبر هذه المرحلة هي الأدق والأهم, وتبدأ ببرد الأجزاء الزائدة باستخدام المبارد (الخشابي) و(الحدادي) المتدرجة في النعومة, ثم ورق (الصنفرة) المتدرج أيضا في النعومة. وقد يحتاج الأمر إلى استخدام المنشار في شق بعض الأجزاء لتشكيلها أرجلاً أو غضاريف للأسماك.


وهناك حالات تستدعي تشكيل القرون أو أجزاء منها في أوضاع معينة لتكملة شكل الطائر أو إظهاره في الصورة المطلوبة, وهذا يستدعي إعداد حمام من الماء الساخن يغمس فيه الجزء المراد تشكيله وقتا يختلف باختلاف سمك القرن أو درجة الانحناء, إذا وصل الجسم إلى درجة المرونة التي تسمح بالتشكيل أخرج من الماء. وبالاستعانة بقفاز من الجلد أو القماش يشكل القرن بالشكل المطلوب قبل أن يبرد ويعود إلى صلابته.. وبعض القرون يكون بداخلها زوائد ينبغي التخلص منها بالمبرد أو بالأزميل قبل عملية التشكيل.

الصقل


وهي آخر مراحل التشكيل, ليكتسب النموذج الرونق المطلوب, وتتم هذه المرحلة باستخدام ورق الصنفرة الناعم جدا, ثم بفرشاه تدور آليا. إذا أمكن توفيرها, وقد يتم الاستعانة (بالبراسو) أو (الفيم) ثم يلمع القرن بفرشاة ناعمة.


وفي بعض التصميمات قد تدعو الحاجة إلى تركيب عيون من الخرز الزجاجي مثلا, أو تطعيم الشكل بأسلاك معدنية من النحاس أو الفضة ـ مع مراعاة أن تتم هذه العملية قبل التلميع وبعده حسب نوع الخامة ـ فإذا كان تطعيما بالأسلاك يجب أن تتم العملية قبل الصقل حتى تُصقل الأسلاك مع الجسم, أما إذا كان تركيب أعين وما إلى ذلك فيتم التركيب بعد الصقل حتى لا يعلق بالعيون شيء وتظل لامعة.


في النهاية يتم تجميع الأجزاء إلى بعضها حسب التصميم لتظل محتفظة برونقها لا تعلق بها شوائب ولا أصباغ.

 


 

خالد الصفتي