صناعات يدوية.. ماء الزهر حلو ومفيد

صناعات يدوية.. ماء الزهر حلو ومفيد

قطرات معدودات من ماء الزهر تجعل الحلويات أطيب, وتعطي بعض الأطعمة والمشروبات نكهة مميزة. فهل ماء الزهر مستخرج من الزهور? ومن أي زهور بالتحديد? وما طريقة استخراجه وتصنيعه? إذا كانت هذه الأسئلة قد خطرت في بالكم, فإنه يسر (العربي الصغير) أن تقدم لكم الإجابة في التحقيق التالي.


مازال أهل الريف في بعض البلاد العربية يحفظون عن أجدادهم كيفية صناعة ماء الزهر المقطّر, وقد توجهنا إلى إحدى القرى اللبنانية وتعرّفنا على هذه الصناعة الفريدة.


مع بداية فصل الربيع, تتفتح زهور الأشجار المثمرة كأشجار اللوز والمشمش والخوخ والدرّاق والليمون. ولليمون بالتحديد أصناف عدة منها الليمون الحامض, الليمون السكّري, (أبو صرّة), (الأفندي), (الغريفون), (أبو سفير), وأبو سفير يتميز بمذاقه المرّ وهو بذلك لا يؤكل ولكن هذا لا يعني أنه عديم الفائدة, إذ إن لزهور أشجار البوسفير فائدة عظيمة لأنها تستخدم في استخراج ماء الزهر.


بداية تقطف زهور البوسفير وتترك أياما عدة حتى تذبل. وبعد ذلك نضيف القليل من الملح ونفرك الزهور الذابلة باليدين جيداً. المرحلة الأهم هي مرحلة غلي الزهور, وفي هذه المرحلة نستخدم آلة خاصة ويسمّيها الريفيون (الكركة) وهي عبارة عن وعاءين من معدن يركب أحدهما فوق الآخر ولهما أنبوبان, وأحدهما يخرج منه الماء الزهر المقطّر, ولكن كيف نحصل على هذا الماء ولماذا نقول عنه إنه مقطّر?


توضع الزهور في الوعاء الأول وتضاف إليها قشور بضع حبّات من الليمون وذلك حتى تعطي الزهور لوناً مميزاً. ثم تُغمر الزهور بالماء.


أما الوعاء الثاني, فيوضع فوق الوعاء الأول ويملأ بالماء وتلصق قطعة من العجين بين الوعاءين خشية أن تتسرّب الحرارة والبخار من بينهما.


نشعل النار تحت الكركة وتبدأ الزهور بالغليان, ويتصاعد البخار الذي لا يجد له منفذاً إلا فتحة على شكل قمع يصعد إليها البخار ويتحوّل إلى نقاط ماء تنزل من الأنبوب الأيمن للكركة (طبعاً يعلم صغارنا أن البخار عندما يصطدم بحاجز ما يتحوّل إلى مياه), وهذا ما يحصل داخل الكركة وتخرج القطرات من الأنبوب وتسقط في قارورة خاصة وتسمى (الخلقينة), وهي شبيهة بجرّة صغيرة من زجاج, أما الوعاء الأعلى والذي يحتوي على المياه, فيتم إفراغ المياه منه كلما صارت ساخنة وتستبدل بها مياه باردة جديدة.


وبعد 6 ساعات تمتلئ الخلقينة بماء الزهر, ثم تأتي مرحلة التخمير إذ تتم تخبئة قوارير ماء الزهر ولفّها بالأقمشة لمدة عشرين يوماً في مكان متوسط الرطوبة والحرارة, ثم تنقل إلى مكان مشمس كالسطح مثلاً حيث تعرّض لأشعة الشمس لمدة خمسة أيام, وبذلك تكتسب لونها الأصفر وتصبح جاهزة للاستخدام في المأكولات.


والآن لا تنسوا قبل أن تشربوا عصير الليمون أن تضيفوا إليه قطرتين من ماء الزهر. أما إذا شعرتم بمغص طفيف في المعدة, فيمكنكم تذويب بعض القطرات في كوب الماء النقية, وعندما تشربونها ستشعرون بالتحسن لأن لماء الزهر مفعولاً مهدئاً للمغص إضافة إلى فوائده الغذائية ورائحته العطرة ومذاقه اللذيذ خاصة في حلوى (الأرز بالحليب).

 


 

بسمة الخطيب