ما رأيكم في القيام برحلة مجانية? رحلة إلى بلد شهير. أهل هذا البلد يقدسون العمل والنشاط, ويحبون الموسيقى والزهور, ويحترمون الوقت والنظام, أيضا معروف أنهم أصحاب التواضع الشديد والاختراعات المدهشة. بالتأكيد لقد عرفتم هذا البلد. نعم رحلتنا إلى اليابان. هيا بنا نركب الطائرة المتجهة إلى هناك. برجاء ربط الأحزمة.

تقع اليابان ـ ومعناها الشمس في اللغة اليابانية ـ بمحاذاة الساحل الشرقي لقارة آسيا, وهي عبارة عن مجموعة كبيرة من الجزر يبلغ عددها 3900 جزيرة, معظمها صغيرة المساحة فيما عدا أربع جزر ضخمة هي هونشو, هوكايدو, كيوشو, شيكوكو. وتشكل هونشو حوالي 60% من مساحة اليابان.

وتعتبر الجبال جزءا مهما من تضاريس اليابان ومعظم الجبال بركانية ولذلك توجد ينابيع ساخنة في العديد من المناطق الجبلية وهي ناتجة عن النشاط البركاني تحت الأرض ومياه هذه الينابيع تكون في بعض الأحيان ساخنة لدرجة إمكان سلق بيضة فيها!

وتشهد اليابان كذلك الزلازل, وكل عام تحدث هزات أرضية معظمها هزات خفيفة لدرجة أنها لا تكاد تلحظ. لكن في بعض الأحيان يمكن أن تسبب الهزات القوية خسائر فادحة ولهذا فإن المبانى تصمم بحيث لا يمكن للزلازل أن تحطمها بسهولة.
يعيش في اليابان حوالي 125 مليون شخص, وتحتل المرتبة السابعة بين دول العالم في عدد السكان. ورغم كثرة عدد السكان فإنهم يعيشون في مساحة أراض صغيرة نسبياً وهذا يجعل من اليابان بلدا ذا متوسط كثافة سكانية عالية.

مدفأة تحت المنضدة

يعيش اليابانيون في أنواع مختلفة من المنازل والشقق, بعضها بيوت ريفية مازالت تشاهد في الأجزاء الريفية من اليابان, وهي تصنع من الخشب والطين وسقفها مغطى بالقرميد. والمنازل في العادة غالية الثمن وصغيرة إلى حد ما وذلك لندرة الأراضي وخاصة في المدن. والصيف في اليابان حار ورطب لذلك تبنى البيوت بحيث تسمح للنسيم بالمرور من خلالها.

توجد طريقة تقليدية للاحتفاظ بالحرارة ـ عندما تشتد برودة الشتاء ـ باستخدام منضدة منخفضة بها مدفأة كهربائية خاصة مثبتة أسفلها وتغطى المنضدة من جوانبها كلها بلحاف وتجلس الأسرة حول المنضدة بحيث تكون قدما كل فرد تحت اللحاف حتى تحتفظ بالدفء.

أما طهو الطعام الياباني التقليدي فتجهز المكونات الطازجة بعناية شديدة, ويمكن أن تحتوي الوجبة النموذجية على الأرز والخضراوات والحساء المصنوع من عجين فول الصويا والمخللات واللحم أو السمك. وتؤكل أعشاب البحر المجففة مع الأرز في العادة وهي شرائح خضراء رقيقة.

وهناك طبق مشهور وهو شرائح رقيقة من السمك النييء يقدم مع الفجل الأخضر, وقد توضع شرائح السمك النييء على كومة من الأرز المشبع بالخل. وشرائط المكرونة تؤكل أحيانا مع الأرز وتقدم عادة في إناء عميق من الحساء الساخن وعليه الخضراوات أو اللحوم أو السمك.

عادة يأكل اليابانيون باستعمال عصوين وتجهز المائدة بحيث يوضع إناء الأرز إلى اليسار وإناء الحساء إلى اليمين وتوضع العصوان أمامهما أفقيا ويتعلم الأطفال إمساك العصوين باليد اليمنى واستعمال اليد اليسرى لرفع إناء الأرز عندما يأكلون وهم يشربون الحساء من الإناء مباشرة, أما الأواني والأطباق الأخرى فتبقى على المائدة.

بينما الشاي الأخضر هو أحب مشروب لدى اليابانيين. يقدم بعد الوجبات وفي أي وقت يجتمع فيه الناس. يشرب ساخنا دون إضافة شيء إليه, فهو صحي جداً ومفيد للإنسان.

قطار الرصاصة

يوجد في اليابان كل أنواع المواصلات التي يمكن أن تتخيلها, بداية من الدراجات إلى واحد من أسرع القطارات في العالم.

والقطارات في اليابان ذات كفاءة عالية ويربط قطار (الرصاصة) بين بعض المدن اليابانية الكبيرة وسمي هذا القطار بهذا الاسم لأنه عندما يسير بأقصى سرعة فإنها تبلغ مائتين وسبعين كيلو مترا في الساعة, وتوجد قطارات تسير في مسارات قصيرة المسافة, على سبيل المثال توجد عدة خطوط قطارات في طوكيو, وعلى الرصيف توجد علامات ملونة تبين مكان الأبواب عندما يتوقف القطار, ويصطف الركاب في انتظار قطاراتهم وترتبط الآن جزر اليابان الرئيسية الأربع بخطوط بحرية وجوية وبرية.

الكيمونو له أصول

يرتدي الناس في اليابان في حياتهم اليومية نفس الملابس التي يرتديها الناس في البلاد الأخرى, فعندما يضعون عنهم ملابس العمل أو ملابس المدرسة يميلون إلى الإحساس بالراحة في الملابس العادية تماما كما يفعل الناس في كثير من أجزاء العالم الأخرى.

ولكن في بعض الأيام الخاصة يحب اليابانيون أن يرتدوا (الكيمونو) وهو رداء يلف حول الجسم ويربط بحزام عريض. الكيمونو الخاص بالفتيات يكون ملوناً بألوان زاهيـة أما الكيمونو الخاص بالنساء الأكبر سناً فألـــوانه هادئة والكيمونو الرجالي داكن اللون تماماً.

الطفل الياباني

جميع الأطفال يدخلون المدارس من عمر السادسة ويبدأ كثير من الأطفال الدراسة قبل هذه السن حيث يبدأون في الذهاب إلى دور الحضانة في عمر الثالثة أو الرابعة ويستمر معظم التلاميذ تقريبا في المدرسة حتى عمر الثامنة عشرة وبعد هذه السن يواصل حوالي الثلث الدراسة في المراحل التالية. تستمر السنة الدراسية من أبريل حتى مارس من العام التالي وعطلة الصيف تستمر حوالي ستة أسابيع ويأخذ التلاميذ بالإضافة إلى العطلات القومية عطلة لمدة أسبوعين في رأس السنة الميلادية ويبدأ الأسبوع الدراسي يوم الاثنين وينتهي في معظم المدارس يوم السبت ويستمر اليوم الدراسي من الساعة الثامنة والنصف صباحا حتى الساعة الثالثة مساء. لكن بعض الطلبة يفضل البقاء في المدرسة حتى الساعة الخامسة للمشاركة في الرياضة أو غيرها من الأنشطة, والتلاميذ في المدارس مسئولون عن إبقاء مدارسهم مرتبة ونظيفة, ويخصص جزء من الوقت كل يوم لهذا الغرض, ويقسم كل فصل إلى مجموعات تأخذ دورها في تنظيم الفصل والطرقات ودورات المياه وغيرها من الأماكن المستخدمة, وتوجد في بعض المدارس أحواض زهور يزرعها الأطفال ويهتمون برعايتها.