الحكايات الشعبية في لوحاتي

كان يجب أن أقدم لك نفسي يا صديقي الفنان العربي الصغير وأنا أكتب لك منذ فترة, وأقدم لك في كل مرة فنانا متميزا من إحدى بلادنا العربية مع أسلوبه الفني الجميل.

ورغم صعوبة أن يكتب الفنان عن نفسه, إلا أنني سأحاول أن ألخص مسيرتي الفنية في الحكاية التقليدية المعروفة. كنت طفلاً صغيراً يحب الرسم والتلوين ويجد تشجيعا من أسرته, ويستمر في طريق الفن حتى ينهي دراسته في كلية الفنون الجميلة بالاسكندرية, والتي تخرجت منها عام 1967 لأستمر حتى الآن في طريق الفن ارسم وألوّن وأنحت تماثيل وأكتب عن الفن والفنانين, وأهم شيء هو أنني أرسم وأكتب للأطفال ليعرفوا الفن ويحبّوه وإن لم يدرسوه, فعلى الأقل يصبحون من محبّي الفنون الجميلة في بلداننا.

أقدم لك يا صديقي الصغير إحدى لوحاتي من معرض لي قدمته بعنوان (الكف) وهذه اللوحات كلها تدور حول (الكف) وما تمثله للإنسان في حياته, وفي هذه اللوحة نرى الكف وقد تحوّلت إلى وجه فتاة جميلة بضفائر, وفي شعرها كفّ أخرى بها قلب وهلال ونجمة, ويحيط بهما شعاع أصفر مكتوب فيه بخط كوفي بسيط (كان كف حنية) أي كف كلها حنان وحب.

وقد استلهمت عناصر اللوحة من الزخارف الشعبية والحكايات الشعبية التي كنت أسمعها من جدتي وأنا صغير واهتممت بدراستها وأنا كبير لأن الشعبيات هي تراثنا الذي يجب أن ندرسه ونحافظ عليه ونستلهمه ونطوّره.

وعليك يا صديقي الفنان الصغير أن تلوّن الرسم المرفق مسترشداً بلوحتي الملوّنة التي أتمنى أن تعجبك وأن يعجبك أسلوبها البسيط وأن تحاول أن ترسم لوحات مثلها وترسلها إلي على عنوان مجلتك الحبيبة (العربي الصغير) فقد آن الأوان لأن نتعارف.