أبنائي الأعزاء..

أبنائي الأعزاء..

دائماً ما يذكّرني شهر أغسطس بذلك التحدي الكبير الذي واجهته بلدي الكويت. ففي مثل هذا الموعد اجتاحت حدودها قوات النظام العراقي الغاشم وحاولت أن تمحوه من على خارطة الوجود. ولكن الظلم لا يستطيع أن يمحو حقائق الوجود, ولن يمحو وجود شعب على أرضه منذ آلاف السنين. لقد زالت قوات الاحتلال, وبقيت الكويت وبقي الإنسان الكويتي الذي تعلم من هذا التحدي درساً بليغاً, لقد تعلم أن الخير لا يضيع, وأن المواقف الخيّرة التي وقفتها الكويت مع كل أشقائها وأصدقائها في العالم, ومد يد العون والمساعدة لهم قد أثمرت عندما وقف العالم معها في هذه المحنة. وتعلمت أيضاً أن الإخلاص للوطن يساوي كل كنوز الدنيا. فقد رفض كل الكويتيين التعاون مع جنود الاحتلال بأي صورة من الصور. وقد تعلمنا جميعاً أن العدل دائماً ما يهزم منطق الظلم. وعندما أرى ألوان الكويت وهي تزدهر, والخضرة وهي تغطي شوارعها, والمشاريع الجديدة وهي تفتح أبوابها, والأضواء الملوّنة وهي تنير ليلها, والمئات من الأسر بمن فيهم من أجداد وجدات وأطفال صغار يتنزّهون ويلعبون ويضحكون في أمان. أتذكر أن هناك من يمحو هذا الوطن السعيد من على الوجود, وأشعر بالفرح لأن الحياة قد انتصرت على الفناء. لم يبق لنا من هذه الذكرى المؤلمة إلا عودة أسرانا من السجون العراقية,وأنا على ثقة من أن رحمة الله سوف تشملهم وسوف يعودون إلى أوطانهم.


 

سليمان العسكري





صورة الغلاف