نهاية سهرة !!

نهاية سهرة !!

كانت أروى تغسل بعض صحون البيتْ
وتثرثر غاضبةً
أن الزوارَ انصرفوا بالبهجةْ
وهي الغارقةُ الآن مع الأمْ
في محو الآثار الناتجة عن الموقعة الليليةْ
فاجأها أن فناجين القهوةْ
عالقةٌ فيها رائحة التبغ...;
وفي القاع مع البنّ الراسب...;
يختلطُ رمادٌ..;
معجونٌ في أعقاب سجائرْ
غضبتْ أروى..;
صاحتْ:
(بابا...
ها هي فوضى زُوّاركْ..
أسمعُ منهم فلسفةً
عن جدوى المُثل العُليا... والقدوة
وسموّ العلم بصاحبه...;
وأهمية أن يرقى بثقافته المرء..;
وأن ينعكسَ الفكرُ سلوكاً... و..
و..
و..
هاهم; وقد انصرفوا; تركوا خلفهم الغثيانْ...)
.... يضحكُ والدُ أروى;
يصمتُ...;
لا ينطق حرفاً...
تسخرُ أروى:
في مرات قادمة...
ستطالعُ أعينُهم لافتةً..; سوف أعلّقها...
(.. عفواً...
زائرَنا الفاضلَ..
لن نتكلّمَ عن أضرار التدخينْ..
لكن إن كنتَ ستطفئ أعقابَ لفافات التبغ...;
بفنجان القهوةْ...
أرجوكَ أخبرنا
حتى نحضر لك قهوَتَك المطلوبةْ..
في منفضة سجائرْ..!!..)

 


 

أحمد عنتر