ملك الغابة

ملك الغابة

خرج الثعلب يوما إلى الغابة, يبحث عن طعام يأكله..
وفجأة.. هاجمه النمر من بين الحشائش الطويلة, وأوقعه على الأرض. ثم قبض على ظهره بقبضته القوية, فمنعه من الحركة, وراح يلوح بذيله في الهواء.. استعداداً لالتهامه.

عرف الثعلب أنه لن يستطيع الإفلات من قبضة النمر.. فلم يقاوم. وإنما استجمع مكره وجرأته, حتى لا يبدو صوته ضعيفاً أو مرتبكاً, وقال للنمر: كيف تتجاسر وتهاجم ملك الغابة?!!

اتسعت عينا النمر من الدهشة, وتوقف ذيله عن التلويح.. وسأل الثعلب: (ماذا تقول?!).

رد الثعلب بثقة: (أقول إنني ملك الغابة.. ألا تعرف ذلك?!). قال النمر متعجباً: (كلا, لا أعرف ذلك.. كيف يصبح الثعلب ملكاً على الغابة?!).

قال الثعلب: (إذن.. أنت الوحيد الذي لا يعرف ذلك. فكل الحيوانات تهابني, وتهرب بحياتها إذ رأتني قادماً.. اطلق سراحي واتبعني لترى بنفسك).

رفع النمر قبضته عن ظهر الثعلب, وتركه يسير أمامه حراً. وسار هو وراءه.. ليرى بنفسه.

بعد قليل.. مر الاثنان على قطيع من الوعول يشرب من بركة ماء.. فلما رأت الوعول النمر قادما. تركت الماء, وانطلقت تجري متفرقة في كل الأنحاء.. حتى أنها لم تلاحظ أن الثعلب يسير أمام النمر.

ثم مرا بعد ذلك على مجموعة من القردة تلهو وتتقافز بين الأغصان.. فلما رأت القردة النمر يقترب منها. راحت تصرخ صرخات عالية, وتتسلق قمم الأشجار.

ثم وصلا إلى هضبة بها ذئاب كثيرة, تقعد متباعدة. فهبت الذئاب واقفة, وتراجعت منسحبة, لما ألقت نظرة واحدة على النمر.

ظل الثعلب والنمر يتجولان في الغابة طوال اليوم. وكلما توجها إلى مكان.. هربت منه الحيوانات.

وأخيراً.. التفت الثعلب إلى النمر وسأله بوقار: (هل تأكدت الآن أنني ملك الغابة?.. أم تريد مزيداً من الإثبات?).

قال النمر بانبهار: (لقد رأيت ما يكفيني.. فاعذرني لجهلي)!!

قال الثعلب بسماحة, وهو يبتعد: (لقد قبلت عذرك, وعفوت عنك.. فانصرف بأمان).

 

 


 

أماني سالم