الإسلام حضارة


الإسلام حضارة

من اختراعات الحضارة الإسلامية
الأسطرلاب

ربما نكون قد قرأنا اسم أحمد بن ماجد ونحن نتصفح تاريخ الرحلات البحرية الإسلامية, ولِمَ لا, وهو من أهم البحارة في التاريخ, الذي كان يحمل ألقابًا كثيرة, فهو شاعر القبلتين وأسد البحار, والمعلم, وابن أبي الركائب الذي ينتمي إلى عائلة من الملاحين فقد كان أبوه وجده ملاحين مشهورين, ويقول أحمد عن جده (كان نادرة في ذلك البحر المحيط الهندي واستفاد منه والدي, في معرفة القياسات, وأسماء الأماكن, وصفات البحر والبحار. أما اسمه بالكامل فهو: احمد بن ماجد محمد السعدي).

ألّف ابن ماجد كتابا مهما هو (الفوائد في أصول علم البحر والقواعد) عن تاريخ علم البحر والملاحة البحرية حتى القرن الخامس عشر الميلادي ومدى تأثر البرتغال بعلوم المسلمين, وبالتقاليد الملاحية البحرية بشكل عام وفي المحيط الهندي بشكل خاص والعلوم والثقافات التي يجب أن يلم بها ربان السفينة, فحسب رأيه نقرأ أن لركوب البحر أسبابا كثيرة أهمها معرفة المنازل والمسافات والقياس والإشارات وحلول الشمس والقمر والرياح ومواسمها ومواسم البحر.

ولكن كيف تعرف أحمد بن ماجد على الطريق في البحر الأحمر والمحيط الهندي وبحر الصين? وكيف أصبح من علماء فن الملاحة? وكيف ارشد قائد الأسطول البرتغالي فاسكو دا جاما في رحلته من مالندي على ساحل أفريقيا الشرقية إلى كالكتا في الهند سنة 1498م? إنها الأدوات الجغرافية العلمية التي قدمتها الحضارة الإسلامية وكان أبرزها اختراع عجيب هو الأسطرلاب.

والأسطرلاب آلة فلكية ويطلق عليه العرب ذات الصفائح. وقد اخترعه أبو إسحق إبراهيم الفزاري الذي ولد في القرن الثاني الهجري / الموازي للقرن الثامن الميلادي, ودرس في بيت الحكمة بمدينة بغداد وترجم العلوم الفلكية الرياضية من المصادر الهندية إلى العربية.

يستخدم الأسطرلاب في الملاحة العربية لتعيين زوايا ارتفاع الأجرام السماوية بالنسبة للأفق في أي مكان لحساب الوقت والبعد عن خط الاستواء. ويتكون من دائرة (قرص) معدنية أو خشبية. وتقسم الدائرة لدرجات لتعيين زوايا ارتفاع النجم أو الشمس لتحديد موقعه. ومن الكتابات المشهورة للعرب عن الأسطرلاب كتابات عبد الرحمن الصوفي (291 هـ - 376 هـ) ومنها: الكتاب الكبير في عمل الأسطرلاب.

 


 

هيثم صبري