ابنائي الاعزاء

ابنائي الاعزاء

في ليالي الصيف الطويلة, يحلو لي أن أتطلع إلى السماء, ففي هذا الوقت تكون السماء صافية ونجومها واضحة ومتألقة لا تحجبها سحب ولا غيوم, وهي فرصة لكي نتأمل آية الله في خلقه.

وقد ازدادت معرفتنا بالكون عن ذي قبل, فبفضل تقدم العلم, استطاع علماء الفلك أن يخترعوا العديد من المناظير القوية التي تصل بنظر الإنسان إلى أبعاد في عمق الكون لم يصل إليها من قبل. وقد رأى العلماء في السنوات الأخيرة عشرات النجوم التي لم تكن معروفة وأطلقوا عليها أسماء جديدة, ولكني أفضل أن أتأمل الكون بعيني المجردة, وهناك كواكب بعينها يحلو لي مراقبتها, ولعل أولها هو أشد النجوم وضوحاً في ظلمة الليل هو ذلك النجم المتألق الذي يوجد بجانب القمر ويميل لونه إلى الأزرق, ويبدو كأنه زهرة باسقة من الضوء, لذلك أطلق عليه العرب كوكب الزهراء, أو شقيقة القمر, وأطلق عليه الإغريق لقب فينوس, وهو اسم إلهة الجمال في أساطيرهم, أما النجم الثاني الذي يثير اهتمامي فهو الذي يبدو في السماء ولونه يميل إلى الحمرة بينما يرسل ومضات مرتعشة من الضوء, ويسميه العرب المريخ, ويطلق عليه الإغريق اسم مارس إله الحرب, ويثير هذا الكوكب اهتمام العلماء الآن بدرجة كبيرة, فقد اكتشفوا منذ عدة شهور وجود آثار ماء على سطحه, ثم اكتشفوا أخيراً وجود طبقات من الجليد بين طبقاته الصخرية, ويدل هذا على أنه كانت هناك حياة قديمة على هذا الكوكب الحار, إن المريخ حافل بالأسرار الغامضة التي يمكن أن تغير كل النظريات العلمية المعروفة عن نشأة الكون, ومازال العلماء يواصلون البحث. إنني أدعوكم يا أبنائي الأعزاء إلى تأمل الكون الذي يحيط بنا والقراءة عنه لأنكم ستجدون في كل نجم صغير معجزة كبيرة.

 


 

سليمان العسكري





صورة الغلاف