العالم يتقدم

العالم يتقدم

المباريات الرياضية... الإلكترونية

ربما ترغب أحياناً في ممارسة لعبة رياضية جماعية, أي التي يشارك فيها فريق متكامل, مثل كرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة, ولكنك لا تجد زملاء آخرين لمشاركتك في هذه اللعبة.

ولهذا توصل أحد خبراء الإلكترونيات إلى تصميم ألعاب حديثة, يمكن بها ممارسة الرياضة الجماعية, ولكنها تحتاج إلى لاعب واحد فقط. وتعتمد هذه الألعاب الحديثة, على رقاقات إلكترونية من مادة (السليكون) - مثل الرقاقات الموجودة في الكمبيوترات الشخصية - تكون قادرة على تخزين المعلومات عن لعبة معينة, ومن ثم تتحرك الأجزاء الإلكترونية, حسب القواعد المعروفة لهذه اللعبة.

فعلى سبيل المثال, في لعبة الكرة الطائرة يتم قذف الكرة على ارتفاع معين فوق شبكة صغيرة, ويمكن للاعب أن يوجه أجزاء اللعبة التي على شكل روبوتات, بحيث تستقبل وتقذف الكرة في زمن دقيق محدد. وهناك لوحات إلكترونية ذات أرقام لتحديد نتيجة المباراة. وهكذا يمكن للاعب أن يتعرّف على مهارته في سرعة تحريك روبوتات اللعبة, التي يقوم بها بواسطة أداة صغيرة للتحكم عن بعد.

الجراحة الحديثة... مغناطيسية

هل تتصوّر أن الأطباء أصبحوا يستخدمون المغناطيسيات الضخمة لمساعدتهم في إجراء العمليات الجراحية? إذ يلجأ الجرّاح إلى وضع المريض داخل جهاز يطلق عليه (الرنين المغناطيسي), ويقوم هذا الجهاز بإنشاء مجال مغناطيسي حول الجزء من جسم المريض الذي تُجرى له العملية الجراحية. ويكون لهذا المجال المغناطيسي القدرة على توضيح الكثافات المختلفة لذرات المواد داخل الجسم, وتأثيراتها المبادلة مع الأنسجة المحيطة بها, ومن ثم يمكن للأطباء الحصول على صور ثلاثية الأبعاد (أي مجسّمة) خاصة بالنسبة لأنسجة المخ والأعصاب, أفضل من الصور المأخوذة بواسطة الوسائل الأخرى مثل أشعة إكس, وتتيح هذه الصور المجسّمة للطبيب, إجراء العمليات الجراحية بشكل أدق مما يزيد من فرص نجاحها وشفاء المريض.

ويقوم كمبيوتر جهاز (الرنين المغناطيسي) بتتبع مبضع الجرّاح وتوضيح مدى اقترابه أو بعده عن المكان المراد إجراء العملية الجراحية فيه, كما في حالة إزالة ورم سرطاني. كما يبيّن هذا الجهاز ارتفاع أو انخفاض درجة حرارة الجسم, أثناء العملية الجراحية, مما يوفر عامل أمان للمريض, حيث يتجاوب الجرّاح مع تغير الظروف. وعلى الرغم من أن المجال المغناطيسي الذي يسلّط على المريض, يزيد بنحو عشرة آلاف مرة على المجال المغناطيسي للأرض, إلا أنه آمن لا يسبب أي أضرار للمريض.

طعام.. روّاد الفضاء

هل فكرت يوماً فيما يمكن أن يتناوله روّاد الفضاء من طعام, بينما هم داخل سفنهم الفضائية يستكشفون كواكب وأقمار المجموعة الشمسية? لقد كان من التجارب الطبية الحديثة تقييم السعرات الحرارية الناتجة عن الأطعمة التي يتناولها روّاد الفضاء أثناء رحلاتهم. وتأثير ذلك في تجديد وبناء أجسامهم تحت ظروف انعدام الوزن, في أعماق الفضاء.

وقد تفرّغ علماء التغذية إلى دراسة أنواع الغذاء اللازم لروّاد الفضاء, حيث يلزم أن تكون من أنواع خاصة تستطيع أن تمد الروّاد بالسعرات الحرارية اللازمة لأجسامهم, فضلاً عن عدم تخلف كثير من الفضلات عنه, مع عدم تسببها في إحداث اضطرابات في الجهاز الهضمي.

وفي بادئ الأمر, كان طعام روّاد الفضاء يتكوّن من معاجين تحتويها أنابيب - كأنابيب معجون الأسنان - ليكون الطعام في غير حاجة إلى عملية المضغ وبالتالي يكون سهل الهضم. أما أحدث أنواع الأطعمة التي توصل إليها الخبراء, ويمكن أن يتناولها روّاد الفضاء, فهي في شكل حبوب, ولكنها تحتوي على كل العناصر الغذائية اللازمة لهم. بحيث يسهل حملها وتناولها في ظروف انعدام الوزن.

الروبوتات... والمصانع الآلية

يتوقع الخبراء أن يكون تشغيل معظم المصانع الكبرى في العالم - خلال عشر سنوات - بواسطة روبوتات صناعية, أي تكون المصانع آلية لا يتدخل البشر في تشغيلها إلا في أضيق الحدود, مثل برمجة الروبوتات والتأكد من قيامها بالمهام المطلوبة منها.

وقد استخدمت الروبوتات منذ التسعينيات من القرن العشرين, في عمليات اللحام بخطوط التجميع الخاصة بصناعة سيارات الركوب والشاحنات الثقيلة. ولكن مع بداية القرن الحادي والعشرين,زادت مهام الروبوتات في المصانع الحديثة, وأصبحت تشمل بجانب عمليات اللحام الكهربائي, الطلاء بالرش على خطوط الانتاج المتحرّكة, والنقل والتحميل والتفريغ للمواد خاصة التي يتم معالجتها في الأفران ذات الطاقة العالية, وكذلك عمليات الصقل والتلميع خاصة في صناعة سيارات الركوب, وكذلك تجميع أجزاء المعدات الإلكترونية وإجراء الفحص والتفتيش على المنتجات قبل شحنها للعملاء. وعلى سبيل المثال, تتكوّن روبوتات اللحام الكهربائي في مصانع السيارات الحديثة, من صفين متقابلين, ويقوم كل روبوتين باللحام لسيارة تسير على خط إنتاج متحرك, وتصل عدد وصلات اللحام في كل سيارة, إلى نحو أربعمائة وصلة. ويتحكم كمبيوتر في عمليات سير هياكل السيارات فوق خط التجميع, وإبلاغ الروبوتات عن الوقت الدقيق - جزء من ثانية - لانطلاق (مدفع اللحام) الذي يحمله كل روبوت, والمكان المحدد الذي يجب أن يتجه إليه للقيام بعملية اللحام الكهربائي.

 


 

رءوف وصفي