ابنائي الاعزاء

ابنائي الاعزاء

ماذا يعني أن تجيد القراءة والكتابة? إنها تعني كل شيء. تعني أنك تستطيع أن تمارس الحياة وأن تفهم الآخرين وأن تتفاعل معهم. لقد عاش أجدادنا القدماء دون أن يعرفوا القراءة وكانوا يرسمون على جدران الكهوف ويحفظون الحكايات وينقلونها من فم لأذن. ولكنهم كانوا يعيشون في جماعات متفرقة لا رابط بينها. ولم تتكون المدن والجماعات البشرية إلا بعد أن نشأت القراءة وعرفت الكتابة. ورغم أنها لم تكن شائعة بين الناس ولكن بين طبقة معينة منهم إلا أن هذا هو ما جعل هذه الطبقة المتعلمة تضع النظم وتسن القوانين حتى تسهل للناس عملية عيش كل واحد منهم بجانب الآخر. ولعلنا نذكر سيرة النبي الكريم عندما نزل عليه الوحي للمرة الأولى في غار حراء وردد عليه الفعل إقرأ ثلاث مرات. لقد كان هذا بيانا للنبي عليه الصلاة والسلام وللمؤمنين من بعده أن المعرفة طريق الإيمان, وأنك لن تؤمن أفضل إلا إذا عرفت أكثر. وعلى كل مؤمن أن يجيد أولا قراءة القرآن الكريم حتى تصبح هناك علاقة مباشرة بين المؤمن وكلمات الله. كما أن عليه أن يقرأ في كل صنوف المعارف الأخرى حتى تتحسن العلاقة بينه وبين العالم الذي يعيش فيه. لذلك عليكم أن تعلموا يا أبنائي الأعزاء أن المدرسة تزودكم بالسلاح الضروري لمواجهة الحياة وهو سلاح لا غنى عنه لذا فإن عليكم أن تجيدوا استخدامه إجادة تامة لأنه الكفيل بانتصاركم في معركة الحياة.

 


 

سليمان العسكري





صورة الغلاف