أبنائي الأعزاء


أبنائي الأعزاء

السماء, لماذا هي زرقاء? لابد أنك سألت نفسك هذا السؤال كثيرًا, فهو أشهر الأسئلة التي يطرحها الأطفال على آبائهم ومدرسيهم, وأحيانا يحتار الآباء, ولا يعطي المدرسون إجابات كافية. ولا يختص هذا السؤال بالأطفال فقط, فقد طرحه الفلاسفة والشعراء والرسامون أيضا منذ مئات السنين, وحتى ونحن ندخل الألفية الثالثة فلازال هذا السؤال مطروحًا, وفي كل مرة تظل الإجابة ناقصة.

في عصر النهضة كان يوجد في إيطاليا رسام شهير يدعى ليوناردو دافنشي, يقال إنه أول من وضع السماء داخل زجاجة, فقد حاول أن يستخدم الأشياء الموجودة على الأرض حتى يحصل على لون يشبه تمامًا لون السماء, فقد أحضر زجاجة مليئة بالماء وسلط عليها شعاعاً من الضوء, وقال إن تدرج الألوان يأتي حين تنثني الأشعة بفعل ذرات رطبة لا ترى موجودة في الهواء لتكون اللون الأزرق. في منتصف القرن التاسع عشر أكد عالم الفيزياء الأسكتلندي جيمس كلارك هذه النظرية وقال إن ذرات ليوناردو الغامضة هي جزيئات الهواء نفسه وهو افتراض لم يكن معروفا إلا بعد اكتشاف أن كل شيء, حتى الهواء, مكون من مجرد ذرات, وحتى الآن فنحن لا نملك تفسيرًا كاملاً يوضح سبب زرقة السماء, نحن فقط نعرف أن العين ترى الأشعة الموجودة في الجو والتي يبلغ طولها 475 نانو ميتر وقد أخذت اللون الأزرق, ولكننا لا نعرف سبب ذلك, ومازلنا لا نعرف الكثير عن كيف تتم عملية الرؤية عند الإنسان, إن سر السماء مازال موجودًا داخل زجاجة مغلقة هي المخ البشري, ومازال الكون الذي خلقه الله مليئًا بالأسرار.

 

 


 

سليمان العسكري





صورة الغلاف