الإسلام حضارة


الإسلام حضارة

من فنون الحضارة الإسلامية
الحفر على العاج والعظام

عرفنا أن المسلمين برعوا في فنون الحفر على الخشب, ولعلنا حين نتأمل في المنابر بالمساجد, والأبواب بالمساكن, والأدوات التي استخدموها, لعرفنا مهارتهم في ذلك كله, ولكنهم أيضًا برعوا في فنون حفر أخرى, لعل أهمها فنون الحفر على قطع العاج والعظم.

وقد اتبع الفنانُ المسلم في حفره على هذه الخامات المختلفة طرقًا مماثلة للحفر على الخشب, بل ونقل إلى هذه الأسطح الصلبة صورًا للحيوانات والطيور, والبشر أحيانًا, مع زخارف للنباتات والزهور.

وفي المتحف الإسلامي بالقاهرة قطعة ذات ستة أضلاع متساوية, مصنوعة من العاج, بها رسم محفور لرجل يعزف على الناي, في ثوبه زخارف نباتية, ويبدو أن هذا الجزء كان مرتبطًا بأجزاء أخرى, وتصميمه يبرز دقة الفنان المسلم في العصر الفاطمي الذي تعود إليه هذه القطعة.

العزف على الناي كان في هذه القطعة, وفي قطعة أخرى رجل يعزف على قيثارة. وهكذا تكشف لنا الفنون عن فنون أخرى فالنحات أبرز عمل الموسيقيين في عصره.

في المتحف الإسلامي أيضًا أكثر من قطعة تؤكد براعة الفنانين وتنوع الصور التي نقلوها بالحفر إلى وجوه العاج.

فقد حفروا صورة أرنب بحري (وإن كانت ساقاه الخلفيتان لا تشبهان الأرنب!!) وسط زخارف نباتية, وعلى نجمة عاجية سداسية الأضلاع حفروا صورة رجلين, يبدو أحدهما من الأمراء بفضل العمامة الملكية فوق رأسه وقد نقش تحته صورة لأسدين.

ولم يقتصر الحفر على صور الأمراء, بل تخطاه إلى تصوير الفرسان, والجمال, والخيول. كما صور الفنان أيضًا الحيوانات الخرافية, إنه عالم كامل من الفن الجميل الذي قدمته الحضارة الإسلامية قبل مئات السنين.

 

 


 

هيثم صبري











حيوان خرافي نحت في العاج، إلى اليمين عازف نحت في الخشب، إلى اليسار أرنب نحت في الخشب