بيتنا الأرض


بيتنا الأرض

من يقتل البحر الميت؟

(البحر الميت يموت)...

صيحة اطلقت في مؤتمر قمة الأرض بجنوب إفريقيا منذ سنوات, ولاتزال أصداؤها تتردد في منتديات البيئة وبين محبي البيئات الطبيعية في العالم. فماذا يعني أن البحر الميت يموت? كيف يموت وهو ميت? وماذا أو من الذي يتسبب في موته?

اسمه البحر الميت لأن ملوحته التي تبلغ عشرة أضعاف ملوحة البحر لاتسمح بوجود أية أحياء في مياهه التي لاتعيش فيها إلا اعداد قليلة من البكتريا النادرة. وهو يعتبر أخفض مكان على سطح الأرض, فقاعه يقع على عمق 799 متراً من سطح البحر وسطحه على عمق 394,6 متر تحت سطح البحر.

وبالرغم من أن اسمه البحر الميت , فهو يزخر بالحياة, فعلى شواطئه تنتشر منتجعات صحية ومنشآت سياحية تجتذب الآلاف من شتى أنحاء العالم. ومن مياهه تصنع عشرات مواد التجميل ومراهم العناية بالجلد. حتى طينه الغني بالأملاح يستعمل لعمل حمامات الطين التي تداوي آلام المصابين بأمراض العضلات والمفاصل.

لكن, هل البحر الميت يموت?

تقول التقارير إن البحر الميت ينكمش ويهبط بمعدل 80 سم سنويا , ووصل انخفاضه 10 أمتار عن مستواه في سنوات السبعينيات من القرن العشرين, والسبب الرئيسي في هذا الانخفاض هو نقص المياه الواردة إليه من نهر الأردن. لكن من المسئول عن إنقاص المياه إلى هذا الحد الخطر?

من القاتل?

إنها إسرائيل التي قامت منذ احتلالها للأراضي العربية بإنشاء 18 مشروعا لتحويل مياه نهر الأردن, وتحويل الأودية الجارية التي تتجمع فيها مياه الأمطار وتجري باتجاه البحر الميت إلى المستعمرات التي يسمونها مستوطنات, كما قامت إسرائيل بحفر مايزيد على 100 بئر شديدة العمق لسحب المياه الجوفية التي تساهم في تغذية البحر الميت. وبهذه القرصنة الإسرائيلية لسرقة المياه الفلسطينية والأردنية يموت البحر الميت . فكأن إسرائيل تقتل هذا البحر كما قتلت وتقتل الحقول والبساتين الفلسطينية.

والخوف كل الخوف أن تقوم إسرائيل وهي تدعي إنقاذ البحر الميت الذي تقتله , بقتل كل الأراضي العربية التي ستتضرر إذا راحت إسرائيل تملأ البحر الميت بماء البحر!

إن قاتل البشر هو نفسه قاتل البيئة!

 


 

محمد المخزنجي