الفن في اليمن

شاركت في ربيع هذا العام في معرض للفنون الجميلة يقام كل عامين بالقاهرة تحت عنوان (بينالي القاهرة الدولية) وكان لدول كثيرة من العالم أجنحة لعرض أعمال فنانيها في الرسم والتصوير الزيتي والطباعة والنحت والأعمال الفنية المجمعة. وأعجبني جداً جناح اليمن. فهي بلاد عريقة ولها تراث فني شعبي رائع خاصة في إقامة منازلهم على سفوح الجبال وزخرفتها بزخارف شعبية جميلة.كما أنني أحب لوحات ورسوم الفنان اليمني القدير فؤاد الفتيح الذي اكتسب شهرة عالمية. وفي جناح اليمن شاهدت هذه اللوحة الرائعة للفنان اليمني الشاب مظهر نزار والذي درس فن الطباعة في الهند حتى أنه تأثر في لوحته هذه بالفن الشعبي الهندي.

وتلاحظ يا صديقي الفنان الصغير أن هذه اللوحة عبارة عن ثلاثة وجوه لسيدات. الوجه الأول لا نرى منه إلا الأنف والشفتين والذقن وكأنه دخيل على اللوحة. والوجه الثاني ينظر إلينا مباشرة من الأمام والسيدة فيه ترتدي حجابا. والوجه الثالث لسيدة تنظر بجانب وجهها والذي زخرفه الفنان هو والإيشارب الذي ترتديه على رأسها بزخارف عبارة عن مثلثات صغيرة متتالية كررها في شريط أفقي أسفل اللوحة وهي من الزخارف المشهورة في اليمن. ثم وضع الفنان مظهر نزار طائرا فوق هذا الشريط وسط اللوحة ينظر إلى ذلك اللقاء الذي يحمل سمات الشرق وسحره وأسراره واللوحة باستثناء زخارف المثلثات رسمت كلها بخطوط منحنية ودائرية وبألوان دافئة وبطريقة فطرية تلقائية جميلة وكأن مظهر نزار طفل يرسم بالألوان, وهذا أهم شيء في الفن, روح الفطرة والبراءة والحيوية. لوّن الرسم وارسم وجوها أخرى.