ابنائي الاعزاء

ابنائي الاعزاء

هذا هو الشهر الأخير من عام كان طويلاً ومليئاً بالأحداث, ولعلكم جميعاً قد أدركتم أن العالم كله قد مر بعام غير عادي لم يهدأ فيه العنف ولو لأيام قليلة. فقد بدأ الشهر الأول منه والأحداث الدامية في فلسطين المحتلة لاتزال متواصلة, والعدو الإسرائيلي الغاشم يستخدم كل ما لديه من أسلحة فتّاكة ليقتل أطفال فلسطين. ثم توالت شهور العام لنرى ما حدث من دمار في الولايات المتحدة الأمريكية ومصرع الآلاف من الناس عندما انهار أكبر وأعلى برجين في العالم, ثم بدأت الحرب في أفغانستان ولا يعلم إلا الله كيف ستنتهي. إنه عام حافل حقاً, ولكن يا لخيبة الأمل, فقد كنا نظن أنه سوف يكون عام خير وسلام على البشرية كلها. فنحن الآن في القرن الواحد والعشرين, ويعني هذا أن البشر على هذه الأرض قد قضوا سنوات طويلة متجاورين على سطح هذا الكوكب دون أن يجدوا وسيلة للتفاهم مع بعضهم البعض الآخر, وبدلاً من ذلك نراهم يلجأون إلى واحدة من أشد الوسائل تخلفاً وهي قتال بعضهم بعضا. لقد كان القتال موجوداً قبل أن يبدأ التاريخ وتزدهر الحضارة, وقام الإنسان بتطوير الكثير من الوسائل التي يتقاتل بها ولكنه في المقابل لم يطوّر الوسائل التي يمكن أن يتحاور بها, لذلك ظل أسلوب الحرب والقتال موجوداً رغم كل ما نراه من تقدم علمي واجتماعي, بقي بنفس صورته القديمة والبشعة وهي قتل الآخر, إننا نتمنى - مع إطلالة العام الجديد - أن تفيق البشرية من هذا الكابوس وأن تكف عن هذا الأسلوب البدائي لأنه لا بديل عن الحوار بين أبناء الإنسانية جميعاً, وأن نسعى جميعاً إلى عالم مليء بالمحبة والسلام.

 


 

سليمان العسكري





صورة الغلاف