قطة اليابان الكرتونية يحبها الجميع لأنها لطيفة

قطة اليابان الكرتونية يحبها الجميع لأنها لطيفة

من منكم لا يعرف هذه القطة اللطيفة, ومن منكم لا يملك شيئا واحدا على الأقل يحمل صورتها, لذا سآخذكم معي في رحلتي التي تعرفت فيها عليها عن قرب.


توقفت بنا الحافلة السياحية الأنيقة, عند البوابة العريضة الخضراء لحديقة أنيقة شاسعة, تمتد أمامنا, حافلة بألوان الزهور والنباتات العجيبة, وعرّفنا مرافقنا باسمها: (سانريوبورولاند) ثم أخبرنا بأن أكثر من مليوني سائح يفدون إليها من كل مكان في العالم, لقضاء يوم ممتع وسط الخضرة والعطر والنسمات الرقيقة.


كان في استقبالنا عند البوابة فريق من الفتيان بلباس مصمم على شكل قطة اليابان الأسطورية (كيتي), ومن حولها كان الزوار قد احتلوا أماكنهم لمتابعة العرض اليومي لمسرحية من عشرين دقيقة بعنوان (حلم هالو كيتي) ورحنا نتابع العرض:


(في غابة مسحورة, انطلقت (كيتي) وأصدقاؤها يبحثون عن الجن, فتشوا بين الحشائش الطويلة, وخلف جذوع الأشجار الضخمة, ووراء الصخور, وفجأة حين اقتلع أحدهم ثمرة فطر يانعة, اندفع جيش من الجن الأشرار, ودب الذعر في نفوس الصغار, وعمّ الخوف والارتباك, وهنا أقبلت (كيتي) القطة الوديعة بابتسامتها الصافية, وأخذت تردد بصوتها الهامس الحنون عباراتها الرقيقة التي لفتت انتباه الجن, فتوقفوا مصغين إليها وهي توضح لهم خطأ سلوكهم, وتنشد:


الحياة محبة.. والقلب ينبوعها.
السعادة محبة, والكلمة الحلوة بيتها.
السلام محبة, وأغنية البراءة أجنحتها.
فما لبث الجن أن تراجعوا واختفوا من جديد في الأرض) ويعلو تصفيق المشاهدين في الحديقة مع تحليق البطلة (كيتي) في الفضاء, بأسلاك معلقة في السقف, ويرتفع غناء أصدقائها:


رغباتك ليست حلماً بعيد المنال.
أنت وحدك تستطيع تحقيقها.
فقط, إذا كنت لطيفاً.
لم يكن الصغار وحدهم, هم الذين يصفقون لكيتي, الكبار اشتركوا معهم وبحماس شديد, وقد صفقت بدوري, وسألت مرافقنا عن سر انبهار الجميع وسعادتهم, فبادرني وكأنه كان ينتظر سؤالي:


- كيتي... هي القطة اليابانية الكرتونية الصغيرة. وحيثما درت في شوارع المدن تتلقاك الدمية (كيتي) التي ولدت في عام 1974, بوجه أبيض وردي وأنف صغيرة وشاربين أسودين, ووردة حمراء على أذنها اليسرى, ومن يومها صارت رفيقة الأطفال في كل مكان, في غرف النوم, على الدفاتر والحقائب المدرسية, على علب الحلوى, وعلى القمصان الرياضية, وخلال سنوات قصيرة ظهرت صورتها على أكثر من 26 ألف سلعة مختلفة, وتظهر شهرياً على 500 سلعة جديدة, وقد أنتج أخيراً هاتف (كيتي) الخليوي, وبيانو (كيتي) وطناجر (كيتي) وساعات (كيتي) وكومبيوتر (كيتي) المحمول, وعصير (كيتي) ومثلما تنتقل النار في الهشيم الجاف, انتقل هوس (كيتي) إلى أقطار آسيوية مجاورة, وحدث في العام الماضي اضطراب في الكثير من مجمعات (سنغافورة) حين أعلن عن نفاد مجسمات (كيتي) اللطيفة, التي كانت تهدى مجاناً مع وجبات الطعام الشهيرة.
بانت الدهشة واضحة على وجوه الزوار وهم يستمعون إلى شرح المرافق, وهنا بادرت أسأل:


ولكن ما سر هذه الدمية الجميلة? وما الذي يدفع الصغار والكبار للتعلق بها? سمعت سؤالي الطفلة الرقيقة مايومي, فتبسّمت وأجابت:


- أنا أحبها لأنها (كاوايي) ومعناها: لطيفة.


أما (ميتشيكو) وهي صحفية شابة, قالت: كيتي محبوبتي الصغيرة التي تعيد إلي طفولتي, وتبعث ذكرياتي القديمة. ويؤكد (ساتوشي)المرافق من جانبه, أن كيتي هي عصفورة البراءة, وحين أتأمل قسماتها تخاطبني بلطف, وتحملني إلى فضاء الخيال الفسيح.


حين توجهنا أخيراً للخروج من بوابة الحديقة, تقدم فتى رشيق وعلق في عروة سترتي ميدالية تحمل صورة (كيتي) وأخبرني:


- دع (كيتي) تصحبك حيثما توجهت, ولن تكون وحيداً أبداً.


لا أخفي عليكم, كان الكثير مما حملته لأطفالي لدى عودتي صور ومجسمات القطة الكرتونية الصغيرة ذات الوردة الحمراء, ومازلت رغم مرور الأيام أتفقد ميدالية (كيتي) على صدري, وأستعيد رنين أغنيتها الدافئة في تلك الغابة المسحورة.

 


 

محمد مروان مراد