العالم يتقدم

العالم يتقدم

استكشاف.. الكوكب الغامض


يعد كوكب الزهرة, أكثر كواكب المجموعة الشمسية غموضا, حيث إنه مغطى بطبقة كثيفة من الغيوم الداكنة, التي تشكل حول الكوكب (غلافا جويا) يحجب سطح الكوكب. وتقع هذه الغيوم الكثيفة, المكونة في معظمها من ثاني أكسيد الكربون, على ارتفاع نحو خمسين كيلومتراً من السطح, الممتلئ بالفوهات البركانية والأودية العميقة, والجبال التي يزيد ارتفاعها على جبال الهيمالايا, أعلى جبال كوكب الأرض. ويصل ارتفاع جبال الزهرة إلى نحو عشرة آلاف وثمانمائة متر, أما درجة الحرارة فوق هذا الكوكب الغامض فهي تبلغ حوالي أربعمائة وثمانين درجة مئوية, ويساوي الضغط فوق سطحه نحو تسعين مرة أكثر مما هو على سطح الأرض!


وقد صممت عدة سفن فضائية استكشافية, للتعرف على أسرار كوكب الزهرة, ومن أهم أجهزة هذه السفن, كاميرات التصوير بواسطة الأشعة تحت الحمراء, التي يمكنها اختراق الغيوم الكثيفة وتصوير سطح الكوكب. وقد استخدمت كاميرات من هذا النوع من قبل. ولكن السفن الفضائية المستقبلية, سوف تكون أكثر تطوراً لتحقق المزيد من الدقة والوضوح هذا بالإضافة إلى تزويدها بأجهزة استشعار عن بعد, وهكذا تكشف أسرار هذا الكوكب الغامض الذي أطلق عليه (توأم الأرض), للتشابه بينهما من حيث قطريهما (الزهرة: 12104 كيلومترات, والأرض: 12756 كيلومتراً).

الحقيقة الافتراضية.. ابتكار مستقبلي


دائما يحمل لنا المستقبل العديد من الابتكارات المفيدة في مختلف المجالات, لزيادة رفاهية الإنسان وكذلك لإسعاده في عالم الغد. ومن هذه الابتكارات ما يطلق عليه (الحقيقة الافتراضية).


وتهدف (الحقيقة الافتراضية) إلى جعل المناظر ـ التي اعتدنا أن نراها مسطحة على الشاشة ـ مجسمة أي ذات ثلاثة أبعاد, طول وعرض وارتفاع, بحيث تبدو لنا حقيقة, وتتطابق مع ما نراه فعلا بأعيننا.


وتستخدم الحقيقة الافتراضية في مشاهدة الفقرات التلفازية وكذلك البرامج الكمبيوترية, التي يمكن رؤيتها مجسمة ومن ثم الإحساس بها بشكل أفضل, مما يضفي متعة للمشاهد.


وللاستمتاع بالحقيقة الافتراضية, فإن على المشاهد ارتداء خوذة خاصة أمام عينيه وعلى أذنيه, وكذلك قفاز من أسلاك الصلب وألياف الكربون, يطلق عليه (قفاز المعلومات), وتتصل الخوذة والقفاز بجهاز الكمبيوتر أو التلفاز. وبمجرد لمس الشاشة بواسطة قفاز المعلومات, ينتقل الإحساس إلى المشاهد برؤية مجسمة لما يراه, وذلك بمساعدة شاشتين صغيرتين داخل خوذته أمام عينيه, تعرضان المناظر نفسها الموجودة على شاشة الكمبيوتر أو التلفاز.


الذراع..الإلكترونية


يسعى العلماء دائماً إلى تطوير صناعة الأطراف الصناعية, بحيث تؤدي وظائف الأطراف الطبيعية نفسها. ومن أحدث التطورات في مجال إنتاج الأذرع الصناعية, إضافة دوائر إلكترونية إلى الأجزاء المختلفة للذراع, بحيث تمكّنه من التحرك بمرونة وكذلك انقباض أصابع اليد وانفراجها والإمساك بالأشياء وتركها.


وتعمل الذراع الإلكترونية الحديثة, بواسطة عضلات الذراع الطبيعية التي تتصل بها. إذ عندما تنقبض هذه العضلات, فإنها تنتج نبضات كهربية ضئيلة, يتم تضخيمها بأجهزة إحساس دقيقة داخل الذراع الإلكترونية ـ تعمل بالبطاريات ـ حيث تقوم بتشغيل أجزاء هذه الذراع حسب رغبة الشخص الذي يرتديها, وتمكنه من أداء أعمال, لم يكن يستطيع القيام بها من قبل, مثل ملء كوب من زجاجة تحتوي على عصير فاكهة.

الأقزام الآلية.. الصناعية


هل تتصور أنك في المستقبل القريب, يمكنك امتلاك روبوت منزلي يمتثل لأوامرك الشفهية, ويؤدي كل الأعمال المطلوبة منه داخل المنزل وخارجه, مثل تنظيف الأرضية وإحضار المأكولات من الثلاجة وكذلك حمل حقيبة المدرسة الثقيلة.


وكما أن هناك روبوتات منزلية, توجد أيضاً روبوتات صناعية تشارك في العمليات الإنتاجية الحديثة بكفاءة ودون تعب أو كلل.


ومن أحدث هذه الروبوتات الصناعية, ما أطلق عليه (الأقزام الآلية), وذلك لحجمها الضئيل الذي لا يتجاوز عشرين سنتيمتراً طولاً وخمسة عشر سنتيمتراً عرضاً. وهذه الأقزام الآلية مصممة بحيث تتوافر لها العديد من (درجات الحرية), أي عدد الطرق التي يمكن أن تتحرك بها, إما إلى الأمام أو إلى الخلف, وكذلك الحركات الدورانية, بالإضافة إلى الصعود والهبوط.


ويمكن لهذه الأقزام الآلية ـ بسبب حجمها الضئيل ـ الوصول إلى الاماكن الضيقة, التي يصعب على الروبوتات الكبيرة الدخول إليها. وتقوم الأقزام الآلية بأداء أعمال ذات أهمية بالغة في العمليات الصناعية, مثل اللحام والطلاء وربط الأجزاء وغير ذلك. كما تستطيع الأقزام الآلية العمل كمجموعة, حيث توجه بواسطة أحد الفنيين, وباستخدام الكمبيوتر, إلى أداء أعمال متكاملة, أي يقوم كل قزم آلي في المجموعة بعمل محدد مختلف في الوقت نفسه, بحيث يتحقق الهدف في أدنى زمن ممكن.

 


 

رءوف وصفي