يقول الشاعر التركي المشهور ناظم حكمت في قصيدة له: (أجمل أنهار العالم لم نرها بعد, وأجمل أيام العالم لم تأت بعد, وأجمل أطفال العالم لم تولد بعد), وتدل هذه الأبيات رغم بساطتها على التفاؤل الشديد الذي يحس به هذا الشاعر تجاه المستقبل, فرغم أنه قد عاش حياة بائسة, إلا أنه كان يؤمن بأن استمرار الحياة سوف يأتي بكل ما هو جميل, لذلك, فان الحياة تستحق أن تعاش وأن الأمل يجب ألا يغيب أبداً, أتذكر هذه الأبيات الشهيرة يا أبنائي ونحن نعيش على أعتاب عام جديد من تاريخ البشرية, وأنظر خلفي إلى العام الذي مضى فأرى أفراحاً كبيرة وأحزاناً أيضاً, وأهم هذه الأفراح هي الاكتشافات العلمية التي حققها الإنسان في مجال التغلب على بعض الأمراض المستعصية, وتخفيف الآلام التي يعانيها الملايين من المرضى, وكذلك الاكتشافات التي تحدث في مجال الهندسة الوراثية والتي جعلت الإنسان يعرف الكثير عن نفسه وجسده, وكذلك تواصل ثورة الاتصالات التي تسعى لتحويل العالم إلى قرية واحدة ومترابطة, أما الأحزان فعلى إخواننا في فلسطين الغالية الذين يعانون القهر والموت تحت أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي, فجنود هذا الاحتلال يواصلون قتل الأطفال العزل دون رحمة لأنهم يريدون أرضهم وحريتهم, والحزن أيضا على تلك الحرب المشتعلة في أفغانستان والتي يقتل فيها الأبرياء كل يوم, ورغم كل ذلك, فإننا نتفاءل بهذا العام الجديد لعله يحمل معه الحل لكل تلك المشاكل المزمنة فتهدأ الحروب وتصفو النفوس, ونقول مع الشاعر التركي ناظم حكمت (أجمل أحداث العالم لم تحدث بعد).