العالم يتقدم

العالم يتقدم

الطائرة الفضائية.. المضادة للأقمار

يطور العلماء طائرات فضائية للتصدي للأقمار الاصطناعية الحربية المعادية, التي يمكنها أن تحدث دماراً شاملاً للأفراد والمعدات فوق الأرض, بواسطة أشعة الليزر أو القنابل المدارية. ومن الصعوبة الوصول إلى هذه الأقمار العسكرية ـ التي يطلق عليها (القاتلة) ـ بسبب ارتفاعها الشاهق في الفضاء.

ومن أحدث هذه الطائرات المضادة للأقمار الاصطناعية, الطائرة الفضائية (إكس ـ 30), التي تشبه مكوك الفضاء, ولكنها أكثر مرونة وتطوراً. إذ لا تحتاج إلى صواريخ لرفعها من فوق سطح الأرض إلى الفضاء, بل تنطلق بقوة محركاتها النفاثة بالغة القوة, والتي تستخدم الهيدروجين السائل كوقود. وحتى تتحمل الطائرة (إكس ـ 30) الحرارة اللافحة التي قد تصل إلى خمسة آلاف درجة مئوية ـ بسبب سرعتها الهائلة التي تفوق سرعة الصوت بنحو عشرين مرة ـ فإن هيكلها مصنوع من سبيكة من مادة (التيتانيوم) وألياف الكربون. ويمكن للطائرة الفضائية (إكس ـ 30) أن تقلع وتهبط بشكل أفقي على مدرج عادي في المطار, ويصل مدارها ارتفاعا يبلغ نحو مائتي كيلومتر في الفضاء.

طبيب مجهري.. داخل جسمك!

هل تتصور أنه في المستقبل القريب, سوف يدخل إلى جسمك طبيب دقيق جداً لا يرى إلا بالمجهر ليقوم بعلاجك! إن العلماء يجرون تجاربهم النهائية لتحقيق هذا الأمر. حقاً إن الطبيب عبارة عن روبوت بالغ الضآلة, إلا إنه مزود بمعدات مجهرية لإجراء عمليات جراحية داخل الجسم تشمل إزالة الكتل المترسبة من جدار الشرايين, والتي تمنع وصول الدم إلى بعض أجزاء الجسم, ومن ثم قد تسبب أمراضاً خطيرة مثل السكتة الدماغية.

ويلجأ الطبيب الآلي إلى استخدام أدوات حفر دوّارة أو أشعة الليزر إلى هذه الكتل ليزيلها دون أن يسبب أي أضرار للجسم. ويتم إدخال الطبيب الروبوت إلى داخل الجسم, بوضعه في سائل معين ثم حقنه في المكان المناسب, لكي يسير مع الدورة الدموية, ثم توجه إليه التعليمات بواسطة الكمبيوتر لإجراء العملية الجراحية في جزء محدد داخل الجسم, حيث إن خط سير هذا الروبوت المجهري موضح على شاشة الكمبيوتر, ويراقبه عدد من الأطباء.

المدرس.. الآلي!

يمكن لروبوت المستقبل أن يقوم بمهمة المدرس للأطفال. إذ إن الأطفال يقبلون على الروبوتات التي تتخذ أشكالاً طريفة, ومن ثم يمكن لهذه الروبوتات أن تقوم بوظيفة ثقافية وترفيهية في الوقت نفسه للأطفال. وهكذا تستطيع الروبوتات (التعليمية) أن تسهم في نقل المعلومات المفيدة والمهارات الفنية للأطفال, ما دامت تلقى قبولاً لدى هؤلاء الأطفال, بأشكالها المميزة والتي تشبه الدمى الآلية.

ويزوّد الروبوت التعليمي بوسائل تمكنّه من الاتصال الصوتي بينه وبين الأطفال, وذلك عن طريق تخزين مقاطع صوتية لأصوات بشرية مسجلة, يمكن استدعاؤها بواسطة برنامج كمبيوتري.

وكذلك يحرص مصممو هذه الروبوتات التعليمية على إدخال معدات بها, يطلق عليها (وسائل الرؤية الآلية), وهي عبارة عن أجهزة حساسة تتصل بكاميرات تلفازية دقيقة مثبتة في أطراف الروبوت التعليمي, تمكّنه من تكوين صورة شاملة للأطفال الذين يجلسون أمامه, ومن ثم الاستجابة لأي حركة تصدر عنهم, مثل رفع الإصبع عند السؤال عن شيء ما أو الاستفسار عن موضوع معين. ويحقق هذا التفاعل المطلوب بين الروبوت التعليمي والأطفال.

رداء الأعماق.. لإنقاذ الغواصات

عندما تواجه إحدى الغواصات حادثا ما في أعماق البحار والمحيطات, فإن الحاجة تدعو إلى إنقاذ طاقمها وإصلاحها بسرعة كبيرة, حيث إنهم يواجهون ظروفاً بالغة الصعوبة من ضغط هائل وانخفاض شديد في درجة الحرارة وعدم كفاية مخزون الأكسجين لمدة طويلة. ولهذا, تم ابتكار رداء غوص يصلح لأعماق المياه, إذ إنه مكوّن من عدة طبقات من الألمنيوم والمطاط وألياف الكربون بالإضافة إلى أربعة محركات صغيرة لتحريكه في الماء ـ اثنين للحركة الأفقية واثنين للحركة الرأسية ـ حيث إن هذا الرداء يزن نحو ثلاثمائة كيلوجرام, ويمكنه أن يهبط إلى مائتي متر تحت سطح الماء.

ويتصل رداء الأعماق بأسلاك ضخمة بسفينة فوق سطح الماء, لتزويده بالطاقة وبمصدر للإضاءة, كما يزوّد أيضاً ببطارية من مادة (الليثيوم), يمكنها إمداده بالطاقة لمدة ست ساعات, في حالة حدوث أي عطل بالأسلاك.

ويتنفس الغواص داخل رداء الأعماق, بواسطة اسطوانات أكسجين يمكن أن تكفيه لمدة أربعين ساعة.

 


 

رءوف وصفي