الإسلام حضارة

الإسلام حضارة

العيد فرحة, فرحة تلامس شغاف قلب الإنسان فتمنحه السعادة والراحة.

وشهرنا هذا هو شهر الأعياد, عيد الاستقلال, وعيد التحرير, وعيد الأضحى, أعياد قلّما اجتمعت في شهر واحد, لكنها في بلد الخير اجتمعت, فلنفتح لهذه الأعياد قلوبنا, ولنسكنها صدورنا, ولنعش أيامها ولياليها بفرحة غامرة, وسعادة لا تعدلها سعادة.

أحسن القصص
آدم

- عليه السلام - أبو البشر, وهو أول إنسان خلقه الله بيديه, ثم خلق منه زوجته حواء, أمر الله ملائكته أن يسجدوا لآدم سجود تكريم, فسجدوا كلهم إلا إبليس أبى, وتكبّر, وكان من الظالمين, فطرده الله من رحمته.

حقد إبليس على (آدم) فراح يكيد له, ويوسوس له بفعل الشر, ليبعده عن طريق الله, وعن طاعته, وطلب الله تعالى من (آدم) وزوجته أن يعيشا في الجنة, وسمح لهما أن يأكلا من كل ثمار الجنة, ونهاهما عن أكل ثمار شجرة واحدة فقط.

وأقسم الشيطان لآدم وحواء كاذباً بأنه يريد بهما الخير, وطلب منهما أن يأكلا من ثمار الشجرة التي نهاهما الله عن أكل ثمارها, والتي تمنح كل من يأكلها الخلود في الدنيا.

واستمع آدم وحواء لوسوسة الشيطان, وأكلا من ثمار الشجرة المحرّمة, وخالفا أمر الله خالقهما, وشعر آدم وحواء بالذنب, فسجدا يطلبان الصفح والمغفرة فتقبّل الله توبتهما, وتاب عليهما.

في الأيام التالية التي عاشها آدم وحواء في الأرض كانا يعبدان الله ويوحّدانه, ولا يشركان معه أحداً بالعبادة, وابتعدا عن طريق الشيطان وأوصيا أولادهما بذلك.

وراح آدم يعمّر الأرض ويزرعها, ويسعى إلى إقامة شرع الله فيها, ينشد العدل والحق, وينشد محو الظلم والشر.

نساء تحت راية التوحيد
أم هانئ (فاختة بنت أبي طالب)

صحابية جليلة, مسلمة, زاهدة, قوية في الحق, هي بنت عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي طالب, وهي أخت علي بن أبي طالب, وجعفر رضي الله عنهما, أما اسمها فهو (فاختة) على اسم طائر جميل الشكل والصوت. دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتها يوم فتح مكة, فصلى في بيتها ثماني ركعات, هي صلاة الضحى وصلاة الشكر لله.

زوجها اسمه هبيرة بن عمرو, وأولادها عمرو وجعدة وهانئ ويوسف.

أحبت الله خالقها فسعت إلى طاعته وأكثرت من العبادة تقرّباً من الله تعالى, وأحبت العلم, فحفظت أحاديث كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وروتها عنه وعلّمت المسلمين معانيها.

أمة تحب العلم

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار حراء, يتعبّد ربه, ويناجيه, ويتفكّر في مخلوقاته وعظمته, عندما جاءه الملك جبريل وقال له: اقرأ...

قال صلى الله عليه وسلم: ما أنا بقارئ!

فأعاد جبريل هذه الكلمة على رسولنا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات, ثم قال له: اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربّك الأكرم. الذي علّم بالقلم... .

إنها أولى الكلمات التي تلقاها رسولنا الكريم عن ربه, وهي دعوة للقراءة والتعلّم, وحب العلم, فالعلم يرقى بصاحبه وأمته فيجعلها في مقدمة الأمم.

ولم يأمرنا ربنا بحب شيء, وطلب الزيادة منه إلا العلم, حين قال: وقل ربّ زدني علماً.

فهلا كنا في ركب محبي العلم, لنعود إلى قيادة البشر كما كان أجدادنا في الماضي القريب?!!

فضل القرآن

وقف الخادم أمام (جعفر الصادق) رضي الله عنه, وهو على مائدة الغداء يقدم له الطعام في إناء كبير. كان الطعام حاراً جداً, قد خرج لتوّه من النار, وكان كثير المرق, لأن جعفراً كان يحبه كذلك.

وبينما كان الخادم منحنياً وبين يديه إناء الطعام, إذ بالإناء ينزلق من بين يديه, ويندلق المرق الحار واللحم الدسم على ملابس (جعفر) ويتطاير إلى وجهه وأسقط في يد الخادم, واسودّت الدنيا في وجهه, ولم يدر ما يفعل, وكيف يعتذر, وحانت منه التفاتة ليرى وجه (جعفر) وقد امتلأ غيظاً وغضباً.

فقال الخادم بسرعة: يا مولاي .. والكاظمين الغيظ.

فقال جعفر: قد كظمت غيظي.

فقال الخادم: والعافين عن الناس.

فقال جعفر: قد عفوت عنك.

فقال الخادم: والله يحب المحسنين.

فقال جعفر: اذهب, فأنت حرّ لوجه الله تعالى, لقد كان حفظك لآيات كتاب الله سبباً في نجاتك من غضبي وانتقامي.

 


 

محمد عدنان غنام