أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

في هذا الشهر يوم واحد يساوي العام كله, إنه يوم 21 مارس الذي نكرم فيه الإنسانة التي وضع الله الجنة تحت قدميها, الأم التي جاءت بنا إلى الحياة, وأحاطتنا بالرعاية حتى تصون نعمة هذه الحياة بداخلنا, ولا يعني هذا أننا ننسى فضل الأم في بقية أيام العام, فهو فضل لا ينسى وجميل لا يرد, ومهما كانت الهدية التي نقدمها لها في هذا اليوم, فإنها لا ترتقي لما قدمته ولا لما بذلته من مجهود, ولكن اليوم مناسبة حلوة لنضفي على وجهها ابتسامة السعادة, ونبعث في قلبها الفرح بوجودنا بجانبها. واختيار هذا اليوم للتعبير عن المحبة ليس عبثا, فهو يوم تتحول فيه الطبيعة لتكون أما لنا جميعا, فالربيع يبــدأ فيه وهو يعني التجدد والنماء, وعليكم أن تتخيلوا يا أبنائي الأعزاء كيف أن العصارات التي ظلت ساكنة في جوف الأشجار والنباتات تبدأ في التدفق من جديد, والبراعم الكامنة تأخذ في التفتح, وكل الحيوانات التي تعيش في البلاد الثلجية الباردة والتي اختبأت طوال فصل الشتاء تخرج من جحورها, والطيور التي هاجرت تبدأ في بناء أعشاشها, وهكذا تبدو الطبيعة كأنها تلد مخلوقاتها من جديد وتشملهم بحبها ورعايتها, تماماً كما تفعل كل أم. إن أمهاتنا في هذا اليوم لسن في حاجة إلا إلى تعبير صغير عن الحب والامتنان, أما جزاء الأم الحقيقي فلا يقدر عليه إلا الله سبحانه وتعالى.


 

سليمان العسكري





صورة الغلاف