العالم يتقدم

العالم يتقدم

مشاهد مجسّمة... في الهواء

هل تتصور أنك في المستقبل القريب, سوف ترى المشاهد التلفازية ليس فوق شاشة, ولكن مجسّمة في الهواء? إن هذا التطور المذهل سوف يحقق لك المتعة والتسلية, أكثر مما يحدث في الوقت الحاضر.

وبجانب الشاشات التلفازية المسطحة المستقبلية, التي لا يتجاوز سمكها عدة سنتيمترات - والتي يمكن أن تغطي جداراً بأكمله - أمكن للعلماء إيجاد الوسيلة التي تجعل من المشاهد التلفازية مجسّمة, وذلك باستخدام تقنية (المولوجرام) و(الهولوجرام) والصور المجسّمة, هي وسيلة حديثة تستخدم أشعة الليزر ومجموعة من المرايا وكاميرات تلفازية خاصة, إذ تنقسم أشعة الليزر إلى قسمين: (شعاع إسنادي) و (شعاع موضوعي), وذلك بواسطة (مجزئ الشعاع). ويوجه الشعاعان إلى الشيء المطلوب تصويره, ثم ينعكسان بواسطة المرايا, حيث يختلطان معاً ويكوّنان الصورة المجسمة لهذا الشيء. وهكذا ينشأ التلفاز المجسم.

ألا ترى أنها سوف تكون متعة فريدة عندما تشاهد مباراة لكرة القدم, بهذا التلفاز المجسّم?!

خلايا شمسية... رخيصة

حتى الآن لايزال استخدام الخلايا الشمسية محدوداً - الخلايا الشمسية هي التي تحوّل ضوء الشمس إلى تيار كهربائي - على الرغم من الضجة الواسعة التي أثيرت خلال السنوات العشرين الماضية, حول (نظافة) الطاقة الشمسية ومساهمتها في الحد من مشكلة تلوّث البيئة. ويرجع ذلك إلى التكاليف المرتفعة لإنتاج الخلايا الشمسية, حيث كانت تصنّع من (السيلسيوم) و(السليكون) و(الألومنيوم) وغيرها.

وقد حدث أخيراً تطوّر جذري في تكنولوجيا الخلايا الشمسية, سواء من ناحية زيادة الكفاءة أو خفض التكاليف, مما يبشّر بإحراز تقدم مهم في وسائل استخراج الطاقة الشمسية بطريقة اقتصادية رخيصة تجعل بالإمكان استخدامها على نطاق واسع خلال السنوات القادمة, إذ إنها إحدى الطاقات المستقبلية.

وتتكون الخلايا الشمسية الجديدة, من سطح خشن من (ثاني أكسيد التيتانيوم) شبه الموصل - أي تصبح جيدة التوصيل للكهرباء بارتفاع درجة حرارتها - ومغطى بطبقة خفيفة من طلاء ماص.

وعندما تصطدم وحدات الضوء (الفوتونات) بهذا الطلاء يقوم بامتصاصها, وينتج عن ذلك إلكترونات طليقة, تندفع إلى شبه الموصل مما يؤدي إلى حدوث تيار كهربائي. والخلية الشمسية الجديدة عالية الكفاءة, لأن الطلاء يقوم بامتصاص مختلف أطوال موجات الضوء المرئي (مثل ضوء الشمس) فوراً, وكذلك لأن السطح الخشن المكوّن من مادة (ثاني أكسيد التيتانيوم) يوفر مساحة واسعة لتجميع الضوء.

صاروخ عملاق... حديث

تنطلق السفن والمركبات الفضائية إلى طبقات الجو العليا بواسطة صواريخ عملاقة, تقوم بدفعها لكي تصل إلى المدار المحدد لها, ومن ثم تؤدي المهمة المطلوبة منها, مثل استكشاف كواكب المجموعة الشمسية وأقمارها.

وأحدث صاروخ عملاق تم تصميمه للعمل في هذا المجال هو (إريان 5) الفرنسي. وتوضح الصورة الجزء الرئيسي من هذا الصاروخ الحديث, وهو عبارة عن خزان هائل من الألومنيوم, ويحتوي على قسمين, قسم أمامي به مائة وثلاثون طناً من الأكسجين السائل, وقسم خلفي يشتمل على خمسة وعشرين طناً من الهيدروجين السائل. ويمثل الأكسجين والهيدروجين السائلان, وقود الصاروخ (إريان 5).

ويغلف خزان الوقود هذا, بطبقة من مادة (بولي يورثان) التي تتميز بأنها خفيفة الوزن حيث تكون على هيئة رغوة أثناء تصنيعها, نتيجة لدفع ثاني أكسيد الكربون فيها. وتعمل هذه المادة كعازل, لعدم تأثر الوقود في داخل الخزان بدرجة الحرارة الخارجية, أثناء انطلاق الصاروخ العملاق (إريان 5) في الفضاء.

 


 

رءوف وصفي