الخبز في الريف اللبناني

الخبز في الريف اللبناني

هناك ثلاث طرق للحصول على خبز لذيذ ومغذ: الصاج, التنور والطابون.

وهي تعمل على الحطب.

1 ـ الصاج هو عبارة عن صحن حديدي كبير يوضع على قاعدة مصنوعة من التبن والتراب الأبيض ويوضع الحطب تحت الصاج.

2 ـ التنّور يحفر في الأرض كبئر صغيرة ويصفّح بالحديد أيضاً.

3 ـ الطابون شكله كمنزل صغير مصنوع من التبن والتراب الأبيض أيضاً وأرضه من الحديد.

العجين

ولكن قبل كل شيء لا بد أن نعرف طريقة تحضير الخبز. والبداية هي العجن. يضاف الماء إلى الطحين مع قليل من الملح والخميرة التي تساعد على انتفاخ العجين. بعد وقت قصير يختمر العجين وتبدأ عملية التقطيع والتقريص كما تقول السيدات هنا, تقوم المرأة بتقطيع العجين إلى كريات مستديرة ترشها بالطحين كي لا تلتصق ببعضها البعض. وبعد ذلك تبدأ عملية الرقّ. تؤخذ كل كرة عجين لوحدها وترقّ بأصابع اليدين وتوسع حتى تصبح رغيفاً دائري الشكل وهنا تستعمل الكارة وهي أداة تشبه وسادة مستديرة محشوة بالقماش يوضع عليها الرغيف ثم تضرب الكارة على الصاج أو التنور ويلتصق الرغيف على الحديد الساخن.


تعرف العربي الصغير إلى ثلاث نساء, ليلى تخبز على الصاج, رتيبة تخبز على التنور وحياة تخبز على الطابون, فما الفرق بين أنواع الخبز الثلاثة هذه?

خبز الصاج

تجلس ليلى وأمها العجوز حول طاولة خشبية صغيرة وتبدآن ترقّان الخبز وتهتم ليلى بإشعال الحطب ولا تسمح للنار بأن تخمد. ثم تضع الرغيف على الكارة الكبيرة وتلقي الكارة على الصاج فيلتصق الرغيف على الصاج وبعد ثوان ينضج ويصبح لونه قريباً إلى الأحمر فتنزعه وتضعه جانباً وتعود لصنع رغيف جديد.

الصاج ما زال موجوداً في المدن ولكنه لا يعمل على الحطب بل على الغاز إلا أن طعم خبز الصاج على الحطب أطيب بكثير.

خبز التنّور

استعمال التنور خطير ومتعب لأنه محفور في الأرض ويعّرض يديها للحرق. قالت للعربي الصغير إن رجلا بناه لها وهي تخبز كل يوم لبيتها وللجيران والأقارب وهي تخبز أيضا المناقيش المنقوشة من أطيب المأكولات اللبنانية وهي عبارة عن رغيف يدهن بالزعتر والزيت أو يوضع عليه الجبن أو الكشك أو اللحم. وقد سميت منقوشة لأن حوافها تطوى كأنها نقشت نقشاً.

الفرق بين أنواع الخبز هذه أن رغيف الطابون ينتفخ ويصبح كالكرة أما رغيف الصاج فهو الأكبر والأرقّ. أما أيهما الأطيب فقد أكل العربي الصغير منهما ووجد لكل منهما مذاقه الطيب والشهي ولكنه بعد أن أكل منقوشة زعتر اعترف لحياة أنها الأطيب فما كان من حياة إلا أن قدّمت له منقوشة جبنة مع كوب من الشاي فشكرها من كل قلبه.

إنه شيء مفرح حقا أن نرى امرأة تخبز بيديها على الحطب وتطعم أولادها وأهلها خبزاً مغذياً وصحياً. كل واحد منا يتمنى لو أنه عاش في الزمن القديم ولكن الزمن يتقدم ولا يرجع إلى الوراء وواجبنا أن نواكب التطور ولكن واجبنا أيضاً أن نحافظ على تراثنا العربي الذي ما زالت بعض القرى تتمسك به لذا يحاول العربي الصغير لفت النظر إلى جزء من هذا التراث ويحيي هؤلاء الأمهات, ويرسل لهن الحب والاحترام منه ومن جميع أصدقائه.

صناعات يدوية

منذ سنوات بعيدة, قبل اختراع الآلات والمصانع, كان الناس يصنعون حاجاتهم بأيديهم.

كانوا يخيطون ملابسهم بأيديهم, لأنه لم يكن لديهم ملابس جاهزة في الأسواق. كانوا يزرعون الخضار والحبوب ويصطادون الأسماك والطيور ويطبخونها إذ لم يكن هناك محلات تبيع الهمبرغر والبيتزا والأكل الجاهز. أما الخبز وهو الغذاء الرئيسي للإنسان فقد كان أيضاً من صنع أيديهم. لم تكن الأفران الآلية موجودة. كل عائلة كانت تصنع الخبز في بيتها. وكانت المرأة هي التي تخبز. هل يمكنكم أن تتخيلوا كيف كان العرب القدماء يخبزون? لقد وجد العربي الصغير بعض النساء في الأرياف اللبنانية يخبزن على الطريقة القديمة أي (الخبز على الحطب) فما رأيكم لوتتعرفون معه على الخبز العربي على الحطب?

 


 







تهل الرغيف على ساعديها ليكبر حجمة لتفرده على الصاج











الحطب بشتعل داخل الطابون لينضج الأرغفة





وضع الرغيف في الكاره قبل إدخاله إلى التنور





الخبز في الطابون











إدخال الرغيف إلى التنور





المناقيش أشهى على الحطب