العصفور النادم

العصفور النادم

طار عصفور في الغابة من غصن إلى غصن, نقر العصافير بمنقاره, سبب لها الأذى والإزعاج ولطم الفراخ الصغيرة في الأعشاش بجناحيه الصغيرين, بكى الصغار, وغضبت الأمهات منه, شكته لأمه الطيبة, فرجته أمه أن يكف عن الإساءة للآخرين ويحترمهم: الصغير والكبير.

زقزق العصفور بغرور, وطار في السماء, فوق الغابة, مرت غيمة مسافرة به, حيته بلطف.

وحذرته من الجوارح الشريرة حيث السماء مكشوفة لها, ورحلت بعيداً, نسي العصفور ما قالته الغيمة الخيرة, ونصحته عصافير الغابة بالنزول إلى الغابة, ضرب الهواء بجناحيه رافضا النصيحة, غنى فرحا. كان الصقر يراقبه منذ صعوده إلى السماء, حلق عالياً, دار في السماء, رآه العصفور بغتة, خاف أن يصيده بمخالبه الحادة, نزل متأخراً, حاول الاختباء بين الأغصان, طردته العصافير المستاءة منه, ولم ترحب الأمهات به في أعشاشها المحصنة بالأوراق الكثيفة, رأته الحمامة يرتجف من الخوف, نادته, طار إليها بسرعة, خبأته تحت جناحها بحنو, وتوارت خلف الأوراق الخضراء, انقض الصقر من السماء كالسهم, وزرع نظراته الثاقبة كالجند, لم ير العصفور الصغير, أقلع طائراً في السماء, وزال الخطر عن العصفور.

قالت الحمامة له:

- هل أدركت الخطأ بحق الآخرين?

هز العصفور رأسه نادماً على سلوكه السيئ, وشكر الحمامة بخجل, ومضى إلى أمه يعتذر لها ويخبرها بأنه سيحترم العصافير ولا يسبب لها الأذى والإزعاج بعد اليوم.

 


 

محمد مزعل