العالم يتقدم

العالم يتقدم


الخريطة الوراثية... للإنسان

هل تعلم أن الجينات (المورثات) هي التي تتحكم في نموّ أجسامنا, وفي العمليات الكيميائية داخلنا, وكذلك في كل الصفات التي نكتسبها من آبائنا وأمهاتنا? توجد هذه الجينات مرتبة بشكل طولي - مثل حبات العقد - على خيوط دقيقة تسمى (كروموزومات) تلتف داخل أنوية خلايانا الحية, التي تكوّن أجسامنا. وتوصل علماء البيولوجيا أخيراً إلى عمل (مسودة) كاملة للخريطة الوراثية للإنسان, بكل ما فيها من جينات والتي يبلغ عددها نحو مائة ألف جين. وتتكوّن الخريطة الوراثية من جديلة أي سلسلتين ملفوفتين كل منهما حول الأخرى على هيئة سلم حلزوني, ولهذا يطلق عليها (الحلزون المزدوج). وتتكون كل درجة سلم من زوج من المواد الكيميائية يطلق عليها (قواعد) تنتظم في تتابع معين, ويطلق على هذا الحلزون المزدوج (الـ (د.ن.أ) الوراثي). ويتكون الـ (د.ن.أ) البشري من نحو 3 آلاف مليون زوج من القواعد, وهو مقسم إلى ثلاثة وعشرين جزءاً, كل جزء هو كروموزوم. والخطوة التالية لعلماء البيولوجيا هو التعرف الدقيق على وظيفة كل جين, حتى يتفهّموا العلاقة بين جينات الإنسان وإصابته بالأمراض المختلفة.

الطاقة... من أمواج البحر

هل تتصوّر أن تكون أمواج البحر, أحد مصادر الطاقة في المستقبل? إن العلماء يبحثون دائماً عن مصادر جديدة للطاقة, بحيث تكون (نظيفة) أي لا تسبب أي تلوّث للبيئة. وقد أجريت عدة محاولات لإنتاج الطاقة من أمواج البحر, منها وضع سلسلة من البراميل الضخمة ذات الأشكال الخاصة, في مسار الأمواج على مسافة من الشاطئ, وعندما تصطدم الأمواج بهذه البراميل, يؤدي هذا إلى أن تدور حول محورها وتدير معها مولدات كهربائية أو قد توضع تركيبات عائمة فوق سطح الماء, يبلغ طولها نحو خمسمائة متر, وتزوّد بمجموعة من المحركات الدوّارة التي تعمل بضغط الهواء. وعندما تندفع الأمواج إليها, فإنها تدخل إلى هذه المحرّكات وتضغط الهواء فيها فتدور وتحدث التيار الكهربائي الذي يستخدم في توليد الطاقة للمصانع والمنشآت والمنازل القريبة.

اصطدام نيزك... بكوكب الأرض

تدخل أحياناً إلى الغلاف الجوي للأرض, أجسام فضائية صغيرة نسبياً مثل الكويكبات والنيازك. وربما تكون كبيرة الحجم بحيث تحدث دماراً شاملاً كما حدث في منطقة (تانجوسكا) بشمال سيبيريا في روسيا. عندما حدث انفجار مروع يوم 30 يونيو 1908, أدى إلى تدمير أشجار الغابات وتحويلها إلى فحم في نطاق مساحة يبلغ قطرها حوالي 1280 كيلومتراً, وقد قدّرت قوة هذا الانفجار الهائل بأكثر من عشرين قنبلة هيدروجينية!

وثارت مناقشات طويلة بين علماء الفلك حول ما حدث في (تانجوسكا), وأخيراً - وباستخدام نماذج الكمبيوتر - اتضح أن أحد النيازك اصطدم بكوكب الأرض في هذه المنطقة وأدى إلى دمارها. واستطاع الكمبيوتر التوصل إلى تفاصيل ما حدث, فالنيزك كان قطره نحو سبعين متراً عندما دخل الغلاف الجوي (1) وأثناء احتكاكه بالهواء انقسم إلى أجزاء كبيرة (2) وبمجرد انفصال هذه الأجزاء, انفجرت بشدة في الجو (3) وأدت الانفجارات الهائلة وما نتج عنها من موجات قوية إلى تدمير الغابات في منطقة (تانجوسكا), وتصاعدت سحب كثيفة حجبت أشعة الشمس لمدة طويلة.

الحياة... فوق المريخ!

منذ أن أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) اكتشاف المياه فوق سطح المريخ, والعالم كله يتابع باهتمام بالغ, هذا الحدث العلمي المذهل. لأن معنى وجود المياه فوق هذا الكوكب الأحمر, ربما يدل على احتمال نشوء حياة بشكل ما, على كوكب المريخ! وعلى الرغم من أنه لم يكتشف حتى الآن أي نوع من الحياة, حتى لو كانت في شكل ميكروبات ضئيلة مثل التي اكتشفت أخيراً في القطب الجنوبي لكوكب الأرض, إلا أن العلماء يصممون السفن الفضائية والاستكشافية والمركبات القادرة على الهبوط فوق كوكب المريخ بواسطة مظلات خاصة, والسير بسهولة فوق السطح الوعر للكوكب الأحمر, وذلك للتأكد من وجود المياه وكميتها, بدراسة الأخاديد الحديثة التي تكثر في أماكن معينة بكوكب المريخ. فهل تتصور وجود حياة - بأي شكل - فوق الكوكب الأحمر?

 


 

رءوف وصفي