الإسلام حضارة

الإسلام حضارة

الأيام تجري بسرعة, والمجتهدون يعلمون أن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك, لذا فهم يحاولون استغلال كل دقيقة, في تعلم ما ينفعهم استعداداً لأيام الامتحانات القادمة, والنجاح, ما أحلاه, عندما يأتي كثمرة حلوة لأيام الدراسة والجد والاجتهاد.

أنبياء الله
نوح

بعد نبي الله إدريس (عليه السلام) عاش رجال صالحون, يدعون الناس إلى عبادة الله وحده, وإلى الحق والعدل والسعادة في الدنيا والآخرة, فأحبهم الناس, وصنعوا لهم تماثيل حتى لا ينسوهم, وجاء بعدهم رجال ونساء صاروا يتقربون إلى هذه التماثيل بتوجيه من الشيطان, يظنون أن هذه التماثيل تقربهم من الله خالقهم, لقد أشرك هؤلاء الناس التماثيل في عبادتهم لله خالقهم.

فأرسل الله تعالى إلى هؤلاء الناس نبيه ورسوله نوحا (عليه السلام) الذي راح يدعوهم إلى عبادة الله الواحد, الخالق, الرازق, الشافي, وترك عبادة الأصنام, والابتعاد عن طريق الشيطان.

لكنهم قابلوا دعوة نوح (عليه السلام) بالاستهزاء والإعراض.

لكن نوحا (عليه السلام) لم يضعف, ولم يفتر, وداوم على دعوة الناس وتبصيرهم تسعمائة وخمسين سنة, فما زادتهم هذه السنوات إلا تكبراً وغروراً, فالشيطان أعمى قلوبهم, وعطل عقولهم, إلا قليلاً منهم آمنوا بدعوة نوح (عليه السلام) وانضموا إلى فريق المؤمنين.

وأوحى الله إلى رسوله (نوح) أنه لن يؤمن من قومك إلا من آمن, فاصنع سفينة كبيرة واحمل عليها المؤمنين, ومن كل زوجين اثنين من الحيوانات والطيور.

وأتى أمر الله, وفار التنور, وهطل المطر غزيراً, وتفجرت الأرض, ينابيع, حتى فاض الماء, وغرق الكفار كلهم.
وشاهد نوح ابنه وهو يصارع الماء, فدعاه إلى الإيمان, وركوب السفينة, فأبى متكبراً مغروراً حتى غمره الماء وأغرقه مع الكافرين وهو يحاول الالتجاء إلى جبل عال قريب.

وعندما انتهى كل شيء, أمر الله الماء أن يتوقف, ورست السفينة على جبل (الجودي), ونزل منها المؤمنون فرحين بنصر الله, وعاشوا في الأرض الجديدة, يعبدون الله حق عبادته.

نساء تحت راية الحق
أم المؤمنين (أم سلمة)

هي زوجة رسول الله (ص), واسمها (هند بنت أبي أمية) وهي بنت عم خالد بن الوليد (رضي الله عنه).

هاجرت مع المهاجرين الأوائل, مع زوجها أبي سلمة بن عبد الأسد, ذلك الصحابي الجليل الصالح, فلما توفي, تزوجها رسول الله (ص) في سنة أربع من الهجرة النبوية.

كان من أجمل النساء وأفضلهن شرفاً ومكانة.

عاشت (رضي الله عنها) طويلاً, وكانت آخر أمهات المؤمنين لحوقاً بالرفيق الأعلى.. رحمها الله, وأحسن إليها.

معارك إسلامية
معركة مؤتة

أرسل رسول الله (ص) القائد زيد بن حارثة في ثلاثة آلاف مجاهد مسلم إلى بلاد الشام ليوقفوا زحف الروم على بلاد الشام ويضربوهم ضربة مفاجئة.

وجعل رسول الله (ص) لزيد ثلاثة خلفاء يخلفونه في قيادة الجيش إن هو نال الشهادة.

الأول هو جعفر بن أبي طالب ابن عم رسول الله (ص) وأخو علي. والثاني عبدالله بن رواحة, والثالث خالد بن الوليد سيف الله المسلول.

وعندما وصل جيش الحق إلى منطقة (معان) في الأردن علموا أن جيش الروم قوامه مائتا ألف مقاتل.

وعلى الفور أرسل القائد زيد بن حارثة في طلب قواده وكبار مستشاريه ليعرف رأيهم, فقالوا له: إن ثلاثة آلاف مقاتل لا يستطيعون مواجهة مائتي ألف مقاتل.

فصاح القائد زيد: وماذا نحن نطلب إن كنا مسلمين, نحن نطلب إحدى الحسنيين, النصر أو الشهادة, المسلم لا يعرف الخوف, فاستل سيفه وهجم على الأعداء وراح يمزقهم بسيفه حتى انثنى السيف وانكسر, وهوى القائد على الأرض لتستقبله الملائكة وتحمله إلى الجنة, وانتشر الحماس في قلوب الرجال فهجموا على أعداء الله هجمة رجل واحد, وتساقط القادة واحداً وراء الآخر, في معركة غير متكافئة, حتى آل الأمر إلى خالد, فانسحب بجيش المسلمين وعاد به سالماً, ليعود به إلى معركة جديدة يحقق فيها النصر الأكيد للمسلمين.

 


 

محمد عدنان غنام