شجرة الأمنيات

شجرة الأمنيات

يُحكى أنه كان في قديم الزمان شجرة في وسط حديقة القرية وكانت تسمى شجرة الأمنيات, فكل مَن يقف تحتها ويتمنى أمنية تتحقق على الفور.

وفي الدكان المجاور للحديقة, كان يجلس عجوز بدين يبيع الخضار ولم يكن يحب الصبيان والبنات ويطردهم من حول دكانه, وفي أحد الأيام خرج العجوز إلى تحت الشجرة وتمنى لو أن كل الصبيان والبنات الذين يعيشون بجواره أن يعيشوا على القمر. وما إن قال ذلك حتى أصبح كل البنات والصبيان على القمر.

كان الطقس بارداً جداً هناك وشعر الأطفال بالوحدة, وبدأ الصغار منهم يبكون ولكن أمهاتهم كن غير قادرات على سماعهم, فقد كانوا بعيدين جداً عنهن وحالما رحل الأطفال توقفت الطيور التي على الشجرة عن الغناء.

ونظر شحرور إلى الرجل العجوز وقال له أتمنى أن يعود كل الأطفال, قال الرجل العجوز: أتمنى لو كانوا جميعاً على القمر, قال الشحرور ثانية: أتمنى لو يعودوا جميعاً. ضرب العجوز الأرض بقدمه وقال أتمنى... ولكنه لم يستطع أن يستمر لأن الشحرور قال بسرعة كبيرة: أتمنى لو كان الرجل العجوز ذا قلب طيب. كاد الرجل العجوز يقول مرة أخرى, أتمنى لو كان كل الأطفال على القمر. ولكنه غيّر رأيه فجأة وحك رأسه وقال: أتمنى لو يأتي كل الأطفال وسأتوقف عن بيع الخضار وأفتح دكاناً لبيع حلوى الأطفال بدلاً عن ذلك. وعادت الطيور التي على الشجرة للغناء من جديد, وأشرقت الشمس وهفت الريح بلطف بين أوراق الشجرة وهمست (أمنيات .. أمنيات).

 

 


 

منال محجوب