الإسلام حضارة

الإسلام حضارة

أحبائي قرّاء العربي الصغير...

الأيام تسير بسرعة, ولا تنتظر أحداً, ونحن ماذا نفعل? هل نسير معها? أم نطاردها, أم نسير أمامها? عندما نسير أمام الأيام فإننا نسبقها, نعمل كل ما علينا من واجبات حتى نلقى يومنا القادم براحة وسعادة, عند ذلك يكون النجاح حليفنا, وطعم النجاح حلو, جعل الله أيامنا كلها نجاحات.

أنبياء الله
إبراهيم

أرسل الله تعالى رسوله إبراهيم - عليه السلام - إلى قوم أضلهم الشيطان فصاروا يعبدون الأصنام. وكان (آزر) والد إبراهيم يصنع الأصنام من الحجارة والخشب بيديه, ويبيعها للناس حتى يعبدوها?! ونصح نبي الله إبراهيم أباه وقومه, ودعاهم الى توحيد الله وعبادته, فالله هو الواحد, الخالق, الرازق, القوي. وترك عبادة الأصنام التي لا تضر ولا تنفع..لكن القوم الظالمين كذبوا إبراهيم..

وكان لقوم إبراهيم يوم يتقربون فيه من الأصنام كثيرا, وقد جعلوا من هذا اليوم عيدا لهم, يأخذون للأصنام طعامهم وثمارهم حتى تباركها لهم, يتركون الطعام والثمار عند الأصنام ويذهبون الى مكان آخر يحتفلون فيه.

وفي يوم العيد جاء إبراهيم - عليه السلام - إلى المعبد وهو يحمل بيمينه فأساً كبيرة, فحطم الأصنام كلها إلا كبيرها, تركه ووضع الفأس في رقبته. وعندما عاد القوم إلى معبدهم صعقوا لما رأوا, فقد شاهدوا آلهتهم محطمة, كيف تحطمت? ولماذا لم تدافع عن نفسها? ومن الذي حطمها?

وتذكر القوم أن إبراهيم - عليه السلام - كان يذكر آلهتهم بسوء فذهبوا إليه على عجل وسألوه: من الذي حطم آلهتنا يا إبراهيم? فقال لهم إبراهيم وبسخرية: إنه كبيرهم, ألا ترون أن الفأس معه? وأدرك القوم أن الحجارة لا تستطيع الكلام أو الحركة, ولا أن تفعل أي شيء. وتساءلوا فيما بينهم: لماذا نعبد حجارة لا تعقل ولا ترزق ولا تشفي...?

ولأنهم كانوا قوما ظالمين, متكبرين, فقد قرروا حرق إبراهيم, وأشعلوا ناراً شديدة محرقة, ارتفع لهيبها الى السماء, تحرق كل مَن يقترب منها, وألقوا فيها إبراهيم (عليه السلام). لكن الله تعالى أمر النار ألاّ تحرق خليله إبراهيم, وقال لها: يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم , فتوقفت النار وخمد لهيبها وتحول المكان إلى بستان جميل رائع, استمتع بجماله إبراهيم وسط دهشة القوم كلهم.

وأمام هذه المعجزة آمن البعض بدعوة إبراهيم, لكن المتكبرين الظالمين ظلوا في طغيانهم وظلمهم.

نساء تحت راية الحق
أم عمارة

واسمها نُسيبة بنت كعب, كانت من الأنصار الذين ناصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة, استقبلوه فيها هو ومن معه من المسلمين المهاجرين, وقاسموهم أموالهم وبيوتهم, وقد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين من مكة والأنصار الذين كانوا يعيشون في المدينة.

شهدت (أم عمارة) ليلة العقبة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم مع المبايعين من رجال الأنصار على حمايته ونصر دين الله. وبعدما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فرحت بقدومه إليها وراحت تدعو نساء المدينة إلى الإيمان بالله ورسوله...

شهدت معركة أحد, وصلح الحديبية, ومعركة حنين, وموقعة اليمامة, وجاهدت في سبيل الله وكانت أقوى من الرجال وقد قطعت يدها في هذه المعركة.

أما في معركة أحد فقد قامت تسقي المجاهدين مع ولديها وقاتلت حتى جُرحت أكثر من جرح. رضي الله عن نسيبة وأرضاها بما بذلت في سبيل هذا الدين العظيم.

موقف إيماني
المسلم يعشق الأمانة

لما فتح الله على المسلمين بلاد كسرى, استولى (سعد بن أبي وقاص) رضي الله عنه على كنوز كسرى الغالية والكثيرة وكذلك استولى على ملابسه وذخائره, وجميع الأشياء النفيسة التي ظل الأكاسرة الفرس يجمعونها قروناً من أنحاء العالم, ثم أرسل بها كاملة إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

فلما رآها عمر دهش لجمالها, وكثرتها, وغلاء ثمنها, لكن الذي أدهشه أكثر هو وصولها كاملة دون نقصان فقال: إن قوماً أدوا هذا لأمناء, نعم أمناء! فقال له علي بن أبي طالب رضي الله عنه: عففت يا عمر فعفّت الرعية, ولو رتعت لرتعوا.

نعم يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقد قلت حقاً وصدقاً كان عمر بن الخطاب أميناً على مال المسلمين فصار المسلمون كلهم أمناء, ولو أنه كان غير ذلك لفعل مثله باقي المسلمين.

دعــاء
اللهم اهدني فيمن هديت.
وعافني فيمن عافيت.
وتولني فيمن توليت.
وبارك لي فيما أعطيت.
وقني شرّ ما قضيت.
فإنك تقضي ولا يُقضى عليك.
وإنه لا يذل من واليت.
ولا يعز من عاديت.
تباركت ربنا وتعاليت.
فلك الحمد على ما قضيت.

 


 

محمد عدنان غنام