أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

بدأت هذه الأيام شهور الإجازة الصيفية,وهي فرصة تستمتعون فيها بالراحة بعد شهور الدراسة وأيام الامتحانات المتعبة, ولكن عليكم أن تتذكروا يا أبنائي أن هناك إخوة لكم لن يشعروا بهذه الإجازة, ولن ينعموا بأي راحة, تذكروا أن لكم إخوة في أرض فلسطين هدمت الدبابات الإسرائيلية مدارسهم وقصفت الطائرات بيوتهم وهم يعانون الآن مرارة الحصار وفقدان الأهل والتعرض للقتل كل يوم على يد عدو لا يرحم, ولعلكم لا تعرفون مدى حرص إخوانكم من أطفال فلسطين على التعليم, فعلى مدى الاشهر الماضية كان هؤلاء الأطفال يحملون حقائبهم المدرسية ويسيرون تحت وطأة المدافع المسلطة على رؤوسهم, ويجتازون الحواجز التي يقيمها جنود الاحتلال ويتعرضون للتفتيش المطاردة ويسيرون الساعات الطويلة حتى يصلوا إلى المدرسة, بل إنهم في كثير من الأحيان كانوا يتعرضون للموت وهم في داخلها, وعندما هدمت إسرائيل عددا من المدارس قاموا بالدراسة داخل بيوتهم, وكان المدرسون يصنعون من غرف البيوت فصولا صغيرة يدرسون فيها الحساب والعلوم ودروس القرآن الكريم, لقد كان الجميع يؤمنون بأن التعليم هو طريقهم للحرية, فرغم أن الحاضر يبدو مظلما إلى هذه الدرجة إلا أن المستقبل سوف يحمل لهم أملا جديدا للخلاص ماداموا حريصين على التعلم, فالاحتلال لا يحكم سوى الشعوب الجاهلة, إن إخوانكم في فلسطين الآن يبكون جراء الهجوم الوحشي الأخير الذي قامت به إسرائيل ضدهم, ولكنهم سوف ينهضون, سوف يدفنون موتاهم ويعيدون بناء مدارسهم ويواصلون العمل حتى يظفروا بالحرية الغالية.


 

سليمان العسكري





صورة الغلاف