الإسلام حضارة

الإسلام حضارة

أقبل الصيف, وقلبي بلقاء الصيف يفرح.فيه أنطلق من قيود المدرسة والدراسة, فيه أمارس واياتي بحريّة ومتعة, أنطلق كفراشة, وأطارد الأحلام الحميمة, أعلم أن حريتي تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين فلا أتجاوز حدودي, أقول في نفسي: ليتني أستطيع الاستمتاع بكل أيام الصيف.

أنبياء الله
إبراهيم(2)

كان يحكم البلاد التي عاش فيها نبي الله إبراهيم (عليه السلام) ملك ظالم اسمه (النمروذ), وكان هذا النمروذ ملكا متكبرا مغرورا, وكان يقهر الناس ويذلهم, ويدّعي أنه خالقهم ورازقهم, لذا فقد دعاهم إلى عبادته.

وفي يوم من الأيام ذهب (خليل الرحمن) إلى (النمروذ) وقال له: أنت بشر مخلوق من مخلوقات الله أيها الملك, وأنا أدعوك إلى عبادة الله خالقك وخالق كل شيء, الذي يحيي ويميت, وهو على كل شيء قدير.

قال الملك الظالم (النمروذ): انا رب العالمين يا إبراهيم, وأنا أحيي وأميت, هل ترى هذا الرجل الواقف أمامك؟, أنا استطيع أن أقطع رأسه فأميته, وأن أعفو عنه فأحييه.

وأدرك إبراهيم (عليه السلام) أن هذا الملك الظالم بلغ به الغرور حداً كبيراً, وأن تفكيره مريض فقرر أن يعالجه فقال له: إن الله ربي يأتي بالشمس من المشرق, فهل تستطيع أن تأتي بها من المغرب فبهت (النمروذ) ولم يستطع ان يتكلم بكلمة واحدة.

وبسبب ظلم (النمروذ), وظلم الظالمين من قوم إبراهيم هاجر نبي الله إلى مصر مع زوجته الأولى (سارة), ثم تزوج من زوجته الثانية (هاجر) التي أنجبت له (اسماعيل).

وذهب إبراهيم (عليه السلام) بابنه الوليد وزوجته (هاجر) إلى مكة.

وكانت مكة في هذه الأيام صحراء, لا ماء فيها ولا شجر, ولا بشر, وهناك, ترك إبراهيم ابنه الحبيب وزوجته وعاد إلى فلسطين وهو يدعو الله خالقه أن يحمي ابنه وزوجته, وأن يرزقهما من الثمرات حتى يشكرا الله خالقهما.

وفي هذه الصحراء تفجرت ماء زمزم, فجرّها الله إكراماً لإسماعيل وأمه ورأى الناس الماء فتجمعوا قربها, وبنوا حولها بيوتهم فكانت مكة.. وكبر اسماعيل وتزوج من أهل مكة فكان بينهم سيداً وعظيماً.

نساء تحت راية الحق
(زينب بنت جحش) رضي الله عنها

هي أم المؤمنين, زوجـــة رسولنــا وقدوتنا صلى الله عليـه وسلم, وابنة عمته (أميمة بنت عبدالمطلب).

هاجرت مع المهاجرين الأوائل إلى الحبشة بعدما اشتد أذى قريش لمحمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام.

تزوجها (زيد بن حارثة) صاحب رسول الله ومولاه, فلما تركها تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

كانت من سيدات نساء قريش, وأكثرهن تدينا وورعا وكرما, روت الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قالت فيها عائشة رضي الله عنها: (ما رأيت أصدق من زينب حديثاً, فهي تقية لله, تصل الرحم, وتعطي الصدقة, متدينة تحب الله خالقها وتحب نبيه, رضي الله عن زينب, وأسكنها فسيح جناته).

أخلاق الصالحين

سأل هارون الرشيد أبا يوسف تلميذ الإمام (أبوحنيفة) يوماً: صف لي أخلاق أبي حنيفة؟

فقال أبويوسف: كان والله شديد الدفاع عن حرمات الله مبتعداً عن الذين يحبون الدنيا وزينتها, وكان دائم الصمت يتفكر في خلق الله وفي العلم, لا يحب الثرثرة وكثرة الكلام الذي لا فائدة منه, إن سأله أحد عن مسألة كان له فيها علم أجاب بما يعرف, وما عرفته إلا صائناً لنفسه ودينه, مشتغلاً بنفسه عن الناس, يبحث عن عيوبه فيصلحها ولا يتتبع عيوب الناس ولا يذكر أحداً إلا بخير.

فقال هارون الرشيد: هذه والله أخلاق الصالحين..

مواقف إيمانية

قال الحاكم الفرنسي للشيخ عبدالحميد الجزائري: عليك أن تمتنع عن تعليم تلاميذك الدين الإسلامي وإلا أرسلت لك جنودي ليغلقوا المسجد ويمنعوك من التعليم بالقوة.

فقال الشيخ: إنك لن تستطيع أن تمنعني أيها الحاكم فقال الحاكم الفرنسي غاضبا: وكيف لا أستطيع؟

فقال الشيخ: إذا ذهبت إلى عرس علمت المحتفلين, وإذا ذهبت إلى مأتم وعظت المعزّين, وإن ركبت في الباص علّمت الراكبين وإن دخلت السجن أرشدت المسجونين, وإن قتلتموني ثار الناس ضدكم, وأرسل الله ألف رجل عوضاً عني..

وخير لك أيها الحاكم ألاّ تتعرض للأمة في دينها.

 


 

محمد عدنان غنام