الإسلام حضارة
الإسلام حضارة
أحبائي قرّاء العربي الصغير: الصيف أقبل, وهو يحمل حقائبه الملأى بحرّ الشمس, ووهج الرمل, لكننا استعددنا له بالنجاح, والتخطيط لاستغلال الإجازة, بالذهاب إلى المصيف, والقراءة, ومزاولة الهوايات والنشاطات, فما أحلى أيام الصيف. سنحول أيامه الحارّة إلى متعة, وسنستفيد من إجازته حق الاستفادة. أنبياء الله رأى إبراهيم - عليه السلام - في منامه أن الله يأمره أن يذبح ابنه الوحيد (إسماعيل). كان (إسماعيل) أحب مخلوق في الدنيا إلى أبيه (إبراهيم) لكن رؤيا الأنبياء حق, وأمر الله يجب أن ينفذ. وأخبر (إبراهيم) ابنه (إسماعيل) بالرؤيا الحقة, فقال إسماعيل لأبيه: (افعل ما تؤمر يا أبي, وستجدني إن شاء الله صابراً, مطيعاً). أخذ (إبراهيم) ابنه (إسماعيل) بعيداً يريد أن ينفذ فيه أمر الله, وحاول الشيطان أن يوسوس له ليمنعه من تنفيذ أمر الله وقاله له: كيف تذبح ابنك الحبيب يا إبراهيم? فلم يلتفت إبراهيم إليه, بل أمسك بالحجارة ورجمه بها. وكرر الشيطان المحاولة ثلاث مرات, فكان جواب إبراهيم - عليه السلام - في كل مرة الرجم بالحجارة. لقد وجد إبراهيم وابنه إسماعيل - عليهما السلام - حلاوة الإيمان بالله في قلبيهما, فلم يستطع الشيطان أن يقترب منهما. وفي مكان بعيد عن أعين الناس, أمسك إبراهيم بالسكين يريد تنفيذ أمر الله فصدر أمر الله إلى السكين أن تتوقف عن الذبح, فتوقفت وأمر ملاكاً أن يحمل إلى إبراهيم كبشاً كبيراً ليذبحه ويفدي به ابنه الحبيب (إسماعيل). وتجاوز (إبراهيم) وابنه (إسماعيل) الامتحان بنجاح باهر, فكان ثناء الله عليهما وعلى آلهما وذريتهما من بعدهما. وكان من ذريتهما رسولنا وحبيبنا وقدوتنا محمد - صلى الله عليه وسلم - ثم أمر الله إبراهيم وإسماعيل - عليهما السلام - أن يرفعا قواعد الكعبة بيت الله الحرام, فراحا يعملان بجد ونشاط حتى اكتمل بناء الكعبة وسط تهليل وتكبير الأب وابنه. فلما اكتمل البناء طلب الله من رسوله وخليله إبراهيم أن يؤذن في الناس, ويدعوهم إلى حج البيت من استطاع إلى ذلك سبيلا. نساء تحت راية الحق هي أم المؤمنين, زوجة رسول الله (صلى الله عليه وسلم), وابنة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) كانت زوجة للصحابي الجليل خُنيس بن حذافة, فلما توفي عنها خطبها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد انقضاء عدتها. روت عن زوجها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الحديث النبوي, فقد كانت محبة للعلم, تعرف حق زوجها وتطيعه وتسعى إلى إسعاده, كانت تقيّة, ورعة, صادقة, تداوم على الصلاة والصوم ولا تتأخر عن خدمة من يقصدها من النساء, لذا فقد أحبها الجميع, تربت في مدرسة عمر بن الخطاب فلما تزوجت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تابعت دراستها واشتهر علمها. مواقف إيمانية عيّن الخليفة الراشد (أبو بكر الصديق) - رضي الله عنه - الفاروق عمر بن الخطاب قاضياً على المدينة المنورة, فبقي في هذا المنصب مدة طويلة لم يأته متخاصمان, فطلب من الخليفة إعفاءه من هذا المنصب. فقال له أبو بكر: هل تجد مشقة في هذا العمل يا عمر? فقال عمر: لا يا خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فالمسلمون في المدينة لا يحتاجون إلى قاض, لقد عرف كل واحد منهم ما له من حق فلم يطلب أكثر من حقه, وعرف ما عليه من واجب فلم يقصّر في أدائه, أحب كل واحد منهم لأخيه ما يحب لنفسه, إذا غاب أحدهم تفقدوه وسألوا عنه, وإذا مرض عادوه ودعوا الله أن يشفيه, وإذا افتقر أعانوه وساعدوه, وإذا حلت به مصيبة واسوه, دينهم النصيحة, وأخلاقهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, فلماذا يختصمون?! خير العباد قال عبدالله بن مسعود (رضي الله عنه): إن الله نظر في قلوب العباد من يوم خلق آدم إلى يوم القيامة فوجد قلب محمد (صلى الله عليه وسلم) خير القلوب, فاصطفاه لنفسه, وجعله خير العباد, ثم نظرفي قلوب العباد فوجد قلوب أصحاب رسول الله هي خير القلوب بعد الأنبياء فجعلهم أصحاب نبيه يحيطون به ويحبونه وينصرونه.
|
|