العالم يتقدم

العالم يتقدم

دراجات السباق... من ألياف الكربون

هل تتصور أن بعض هياكل الطائرات الحربية يدخل في تصنيعها أحد أشكال الكربون? لقد حدث هذا بالفعل. إذ إن طائرات المقاتلات الحديثة يتم تصنيع أجزاء من هياكلها من ألياف الكربون.

وقد تبدو ألياف الكربون مثل الخيوط العادية التي يصنع منها القماش, ولكنها من القوة بحيث يكاد يكون من المستحيل تمزيقها, كما أنها تتميز بقدرتها على تحمّل درجات الحرارة بالغة الارتفاع.

وتُنتج ألياف الكربون - وهي علي شكل خيوط رفيعة - من مركّبات عضوية تتكون من ذرات الكربون, متحدة بغيرها من العناصر وخاصة (الراتينج) الصناعي, وهي مادة عضوية غير متبلرة ذات درجات انصهار مرتفعة.

وتستخدم ألياف الكربون بكثرة في صناعة دراجات السباق الحديثة, التي يجب أن تكون قوية وخفيفة الوزن, ويمكنها اختراق الهواء بسرعة كبيرة, وهذا ما توفره ألياف الكربون. مما نتج عنه فوز دراجات السباق المصنوعة من ألياف الكربون - والتي تصل سرعتها إلى أكثر من خمسين كيلومتراً في الساعة - في السباقات الدولية.

مادة صلبة.. أخف من الهواء

مادة صلبة... أخف من الهواء! يبدو الأمر غريباً إن لم يكن مستحيلاً! ولكن تم بالفعل ابتكار مادة صلبة ومتينة, ولكنها خفيفة جداً. حتى أنها يمكن أن تستقر فوق فقاعات الصابون بالغة الرقة, وأُطلق على هذه المادة الجديدة (المادة الهلامية البحرية), ويتم إنتاجها من الطحالب البحرية.

وتستخدم المادة الهلامية البحرية في حفظ الأطعمة القابلة للتلف, وهي أفضل من المواد البلاستيكية, إذ إنها تذوب في الماء في درجة أعلى من عشر درجات مئوية, كما تتحلل في الهواء ومن ثم لا تشكل أي تلويث للبيئة.

ويعتقد الخبراء أن مزايا هذه المادة الجديدة - خفة الوزن والمتانة - سوف تجعلها من أكثر المواد استخداماً في القرن الحادي والعشرين, خاصة في المشروعات الفضائية, التي يفضل أن تصنع أجهزتها من مواد خفيفة وقوية, حتى لا تحتاج إلى طاقة كبيرة لرفعها إلى الفضاء. إذ يتطلب هذا الأمر إنفاق مبالغ طائلة قد تعيق تنفيذ الأهداف الفضائية, ويؤكد العلماء أن المادة الهلامية البحرية, هي مادة المستقبل.

تلفاز للجيب... بالبلورات السائلة

أحدث تلفاز يمكن وضعه في الجيب, ومن ثم يمكن مشاهدته في أي مكان, ومهما كانت ظروف الإضاءة - أي سواء كانت قوية أو ضعيفة - إذ إن شاشته الصغيرة مصنوعة من (البلورات السائلة).

والبلورات السائلة مادة شفافة ولها خصائص كل من المادة الصلبة والسائلة, وتتميز بعرض صور بالغة الدقة في كل الظروف, وكذلك لا تنتج عنها أشعة كهرومغنطيسية ضارة, كما أنها تستهلك طاقة أقل من الشاشات العادية, سواء كانت تعمل بالكهرباء أو بالبطارية.

وتتكون شاشة البلورات السائلة من طبقتين رقيقتين من الزجاج, ومرشحات لحصر ذبذبات أشعة الضوء في اتجاه واحد, فلا تتشتت ومن ثم تكون الصورة واضحة, وكذلك معدات دقيقة لتصويب الإشعاع الإلكتروني لضمان ثبات الصورة وعدم تذبذبها, وتتميز شاشات البلورات السائلة أيضاً, بأنه بالإمكان ضغطها إلى مساحات صغيرة جداً, دون أن يتأثر وضوح الصورة أو ألوانها.

الأقمار الصناعية..
والتكنولوجيا المجهرية

يتجه العلم في الوقت الحاضر, إلى التصغير الفائق لكل الأجهزة والآلات والمعدات, في إطار ما يطلق عليه (التكنولوجيا المجهرية). وبالفعل تم إنتاج آلات مجهرية - أي لا تُرى إلا بالمجهر - صغيرة إلى الدرجة التي يمكن فيها بسهولة وضع عدد منها على طرف دبوس! ومع هذا فإنها تؤدي نفس عمل الآلات الكبيرة وبدرجة عالية من الكفاءة.

وسوف تستخدم التكنولوجيا المجهرية, في تصنيع الأقمار الصناعية المستقبلية, لتكون أصغر حجماً وأخف وزناً, مع احتفاظها بنفس كفاءتها, وبحيث تحقق الأهداف المطلوبة منها مثل الاتصالات والتنبؤ الجوي واستكشاف أعماق الكون ودراسة طبيعة الأرض وغير ذلك.

وكلما كان حجم القمر الصناعي صغيراً ووزنه ضئيلاً, أمكن استخدام صواريخ ذات مرحلة واحدة, وليست ذات عدة مراحل, وذلك لدفع القمر الصناعي إلى مداره في الفضاء, ومن ثم خفض تكلفة الإطلاق.

وكذلك فإن الآلات المجهرية في القمر الصناعي, سوف تتمكن من الاستجابة السريعة لتغيرات البيئة المحيطة به في الفضاء الخارجي. وهكذا تقل أعطال الأقمار الصناعية, وتستمر في أداء أعمالها بكفاءة.

 


 

رءوف وصفي