أبنائي الأعزاء

أبنائي الأعزاء

لعلكم جميعا قد تابعتم بعضا من منافسات كأس العالم لكرة القدم التي دارت في كوريا واليابان على مدى شهر كامل من الزمن. لقد مر على انتهاء هذه المسابقة حتى الآن حوالي الشهر, ولكن أصداءها لم تنته بعد, فكل الدول التي شاركت فيها وحتى التي لم تشترك تعيد تقييم ما حدث وقد أدركت أنه في الرياضة وحتى في كرة القدم لا يمكن الاعتماد على الحظ والموهبة فقط. ولكن يجب التخطيط والجهد والكفاح, قبل المباراة وأثناءها وبعدها. لقد رأينا كيف أن فرقا كبيرة قد تهاوت, وخرجت من البطولة في وقت مبكر, ورأينا كيف أن فرقا صغيرة قد كافحت وصمدت وأوشكت أن تصل إلى المراحل النهائية. وكل شيء كان رهنا بالجهد المبذول, فبقدر ما تعطي بقدر ما تأخذ. ولا أريد أن أتحدث عن الكأس الذهبية الذي ظفر بها فريق البرازيل وكيف توج كأحسن فريق في العالم, ولكني سوف أتحدث عن مباراة أخرى دارت فوق جبال الهمالايا بصورة شبه سرية بين فريقي مملكة بوتان وسورينام, وهما دولتان صغيرتان في آسيا, وكانت المباراة للحصول أو بالأحرى الهروب من لقب أسوأ فريق في العالم, وفازت سورينام في هذه المباراة بأربعة أهداف نظيفة, وبذلك هربت من اللقب وأعطت جائزة أسوأ فريق في العالم لبوتان وهي عبارة عن ملعقة خشبية. ولعلنا هنا نلحظ الفارق بين تتويج البرازيل بالبطولة الذي تم تحت أنظار العالم كله, وبين هذه المباراة التعيسة التي لم يحضرها إلا نفر قليل,,أن نقارن أيضا بين الكأس الذهبية والملعقة الخشبية, وان نقارن بين لقب أحسن فريق وأسوأ فريق, إنه الفارق بين الكفاح والإصرار,والتخاذل واللامبالاة.. وهذا هو درس كأس العالم.


 

سليمان العسكري





صورة الغلاف